من الوجوه الجديدة، والشابة والجميلة ايضا التي كان الفضل للمخرج السينائي محمد دمق، في تقديمها وابرازها للجمهور من خلال شريطه «دار الناس» المعروض حاليا في قاعات السينما الممثلة سوسن معالج. وتقوم سوسن في الفيلم بدور «علياء» الفتاة التونسية «التقليدية» والواقعية، تأمل في تغيير وضعها ولكن في حدود الواقع. ولسوسن الى جانب هذا الدور البارز، ادوار اخرى قدّمتها في افلام قصيرة واخرى بصدد الاداء.. «الشروق» سألت سوسن عن بداياتها في مجال التمثيل ومشاركتها في شريط «دار الناس» ومشاريعها بعد هذا العمل الذي كشف جليا عن موهبتها، وخصوصا حضورها المميز. * هذه ليست اول مشاركة لك في مجال التمثيل؟ بطبيعة الحال، ولو ان مشاركاتي السابقة لم تكن بارزة، بالشكل الذي يجعلني معروفة... فقد بدأت مشواري في قناة الافق، منشطة وممثلة في برنامج «شمس عليك»... ثم شاركت في فيلم قصير للمخرج ابراهيم اللطيف بعنوان «ضحكة زائدة».. وأديت دورا في شريط فرنسي بعنوان «الشمس المغتالة» للمخرج الجزائري الاصل عبد الكريم بهلول... وانتهيت منذ اشهر من أداء دور الفيلم الجديد «الفريب» للمخرج معز كمون ودور آخر في فيلم قصير للمخرج مديح بلعيد بعنوان «X» وهو عمل يتحدث عن «البروموسبور». * قلت انك عملت منشطة في قناة الافق الى جانب التمثيل، ما علاقة التنشيط بالتمثيل؟ لعلمك انا الآن منشطة في اذاعة «موزاييك» ولي برنامجان. موسيقيان: «قولدن ميوزك» و»نوستالجي»... واعتقد ان التنشيط ليس بعيدا عن التمثيل، وانا لما اشتغلت في قناة الافق كنت منشطة وممثلة.. * في إذاعة «موزاييك» تنشطين برنامجين موسيقيين، الا ترين ان عملك كممثلة كان من الافضل توجيهه الى البرامج المسرحية او السينمائية، بدل الموسيقى التي تتطلب معرفة بالموسيقى؟ ومن قال انني لا افهم في الموسيقى فأنا منذ طفولتي مغرمة بالموسيقى والغناء ولم اكن افكر ابدا في التمثيل.. مارست الغناء وانا صغيرة، في النوادي ودور الثقافة ثم التحقت بالفرقة الرشيدية ودرست الموسيقى ولكنني انقطعت عنها مثلما انقطعت عن دراسة الحقوق، بسبب عملي في قناة الافق. * نفهم من كلامك ان قناة الافق وبرنامج «شمس عليك» هما اللذان جاء بك الى التمثيل! نعم، وقد اختارني المخرج محمد دمق لشريط «دار الناس» بعد ان شاهدني في برنامج «شمس عليك»... عرض عليّ المشاركة في الفيلم ثم قدّم لي أدوارا عديدة شبابية.. وبعد عملية «الكاستينغ» وقع اختياري لدور علياء.. * وهل كنت مقتنعة بالدور، خصوصا ان الذين شاهدوا الفيلم لاحظوا انه لا يتماشى مع الظرف الزماني والمكاني للاحداث وهو تونس في بداية الثمانينات؟ ربما تبدو الشخصيات حديثة اي من هذه الفترة، ولكن لا اظن ان الزمن محدد في الفيلم وكذلك المكان... فالمشاكل والقضايا التي يعالجها الشريط يمكن ان تحدث في تونس، وفي اي بلد عربي او اجنبي آخر... كما ان عقدة الشهادات العلمية والحلم بالهجرة لدى الشباب مازالت قائمة الى اليوم. * ماذا تذكرين من مرحلة تصوير الفيلم الاكيد ان هناك احداثا مازالت عالقة في ذهنك، وخصوصا الاستثنائية منها؟ بطبيعة الحال، واذكر بالخصوص الصفعة او «الكف» الذي تلقيته من محمد الجبالي شقيقي في الفيلم فقد اعدنا المشهد اربع مرات الى درجة ان رأسي ظل «يدور» ونمت يومها مبكرا لأن الصفعة آلمتني كثيرا.. * كيف كان تعاملك شخصيا مع محمد الجبالي في الأداء خصوصا وانه مطرب بالاساس وليس ممثلا؟ بصراحة كان أداؤه طبيعيا وعفويا، ولم اشعر البتة انه يمثل رغم ان دوره في الفيلم كان الاول سينمائيا. * تعاني السينما التونسية حاليا وربما منذ سنوات من نفور غريب من الجمهور هل يمكن ان يكون للمثلين دور في ذلك؟ لا اظن الممثل جزءا او عنصرا من العمل يؤدي ما يطلب منه مع محاولة التطوير... وفي اعتقادي المواضيع المطروحة في الافلام هي التي نفّرت الجمهور لأنها لا تعكس واقعه.. * بعد فيلم «دار الناس» هل هناك فرصة اخرى لمعاودة مشاهدتك على الشاشة؟ نعم، وانا الآن بصدد المشاركة في مسلسل «حسابات وعقابات» للمخرج حبيب المسلماني ولي فيه دور رئيسي وهو دور «نجلاء» امرأة عمرها 32 سنة ولها بنت صغيرة وتعاني من ازمة اهتزاز في الشخصية نتيجة سطوة والدها رجل الاعمال المتغطرس.. * ولكن هذا الدور كبير من حيث السن! صحيح وهو ما لاحظه المخرج في البداية، اذ يبدو مظهري صغيرا من حيث السن ولكن هناك الماكياج واللباس ايضا... * ممثل او ممثلة تعتبرينه مرجعا في حياتك الفنية؟ جليلة بكار ولو اني فتحت عيني على عبد الحليم حافظ الذي احبه كثيرا..