من هي سوسن معالج؟.. هي ممثلة ومنشطة، وهذا معروف.. شاركت في أعمال تلفزية، وسينمائية، ومسرحية، وهذا أيضا معروف. اختفى صوتها من إذاعة «موزاييك آف. آم»، وهذا معروف أيضا.. ولكن، من هي سوسن الإنسان؟ ماذا تذكر من طفولتها؟ ما علاقتها بجدتها؟ كيف كانت تتمنى أن تصبح مغني؟ لماذا لا تودّ العودة الي التنشيط الإذاعي؟ أسئلة كثيرة طرحناها على سوسن فكان الحديث التالي: ... * وكيف كانت بدايتك مع التمثيل؟ خلال عملي في الرشيدية، التحقت بقناة «الأفق»، وكنت واحدة من ضمن عناصر برنامج «شمس عليك»، وربما هناك تفجّرت مواهبي، إذ من «شمس عليك» اختارني المخرج محمد دمق للقيام بدور في شريطه «دار الناس»، وبعدها بدأت تأتيني العروض في التلفزة والمسرح. * والتنشيط؟ أكره كلمة تنشيط أو منشط، لأنها تذكرني دائما بالتنشيط السياحي في النزل، والتنشيط في نظري هو إبداع مثل التمثيل، فيه بحث وخلق، وأداء.. وما يعجبني في «التنشيط»، هي عملية الاعداد والمنشط الحقيقي في رأيي هو الذي ينتج برنامجه. * وفي إذاعة «موزاييك آف. آم» هل كنت تمارسين هذه القناعة؟ للأسف لا، وهذا واحد من الأسباب التي جعلتني أنسحب منها. * والأسباب الأخرى! لم تتوفر لي فرصة الحوار، وأنا بصراحة أرفض أن أكون أداة سواء لبث الأغاني أو الربط بين الفقرات، وإذاعة «موزاييك»، إذاعة موسيقية قد لا تحتاج حتى الى منشطين. * ولكنك كنت تقدمين برنامجا ناجحا وهو «غولدن ميوزك»؟ صحيح البرنامج كان ناجحا، وقد اجتهدت في اعطائه روحا إبداعية من خلال وضع الأغاني في اطارها الزماني والثقافي. وهذا في نظري، هو التنشيط، يجب أن يكون فيه بحث وإعداد. والتنشيط في رأيي، لا يمكن أن يكون مهنة إذ هو أقرب الى الهواية منه إلى الشغل.والتنشيط الاذاعي أو التلفزي في تونس محدود على عكس الغرب وما ينقصه، هو الاختصاص. والمنشط الذي يبث كليبات وأغاني، في نظري ليس منشطا. المنشط يجب أن يكون حاملا لمشروع، إلى جانب الخلق والإبداع. * هل يعني هذا أنك طلقت التنشيط؟ بالثلاثة! * لو تطلب منك إذاعة «موزاييك» العودة إلى التنشيط، كيف يكون ردّك؟ لا. * ولماذا؟ بصراحة، عملي فيها كان مرحلة أو تجربة، اكتشفت أنها لم تضف لي شيئا. * وكيف وقع اختيارك للعمل فيها؟ اختاروني لأنني إسم معروف هذا كلّ ما في الأمر. * الواضح من كلامك، أنك لا تريدي كشف الأسباب الحقيقية لخروجك من «موزاييك» لماذا؟ هناك سوس ينخر الانسان، وأنا بصراحة ضدّ هذا السوس، لا أستطيع أن أتأقلم مع أي نوع من حالات التسوّس، ولذلك خيرت الانسحاب دون ترك أثر. * الواضح أيضا أن قلبك «معبي» على «موزاييك»؟ أجمل ما في الانسان هو النسيان. * هناك من يعيب على إذاعة «موزاييك» تمييع القضايا؟ هذا صحيح، وموجود حتى في القنوات الأخرى، والسبب هو أن السؤال المفروض طرحه، لا يطرح، ولن يطرح.. وهناك تمييع وقلة حياء أحيانا في بعض أشكال التنشيط.. فنحن نريد تقليد هالة سرحان مثلا، ولا نملك أي ثقافة.. هالة سرحان دكتورة، ومنشطونا، ماذا يحملون؟.. وإذا كانت هي قد نجحت بالجرأة، فنحن نجحنا بالتجريح وقلّة الحياء.. التقليد الأعمى هو الذي قاد التنشيط الاذاعي والتلفزي في بلادنا الى الهلاك، وانعدام الذوق. هناك من يتحدث عن الكتب وهو لم يقرأ كتابا في حياته.. كيف ستكون أسئلته؟ الشروق