في الوقت الذي عاشت فيه البلاد ولا تزال على وقع زيارة مجموعة «ستار أكاديمي» الى تونس احتفلت الجالية الاوروبية في تونس في موفى الأسبوع المنقضي بانضمام عدد جديد من الدول الاوروبية للاتحاد! وكانت تظاهرة أيام السينما الأوروبية التي انتظمت في قاعة سينما المونديال هاني جوهرية بالعاصمة خلال الايام العشرة الاخيرة مناسبة للاحتفال بهذا الحدث التاريخي حيث دعت كل السفارات الاوروبية في تونس جالياتها لحضور التظاهرة ومواكبة عروضها.. وكان الاقبال منذ انطلاق الايام الى غاية اختتامها دليلا واضحا على لسان الاوروبيين الذين أقبلوا بأعداد غفيرة على التظاهرة بفكرة الاتحاد. الثقافة والاتحاد وخلال التظاهرة وتحديدا اثر انتهاء كل عرض سينمائي كان الاتحاد حاضرا في حديث ونقاشات الجمهور الأوروبي خصوصا الذي تجول من خلال الافلام المبرمجة في التظاهرة في كل بلدان الاتحاد، بما فيها البلدان التي انضمت حديثا. ويبدو واضحا من خلال مناقشات المواكبين للتظاهرة ان فكرة الاتحاد هي ثقافية بالأساس وحاضرة في كل التعابير الثقافية والفنية رغم تنوعها من بلد الى آخر، ويبرز ذلك مثلا في فيلم الافتتاح «الشقيقان التوأم» الذي أبى مخرجه الهولندي ان يضع حدودا جغرافية لأحداث قصته متجولا بين المانيا وهولندا وبلجيكا... وفي فيلم «إيدي» البولوني الاصل اختار مخرجه الكاتب الانقليزي الشهير «وليام شكسبير» كمرجع للسلوك الانساني والتسامح بين البشر. ويبقى الاقبال الواضح على التظاهرة من قبل كل الجاليات الأوروبية في تونس أكبر دليل على ايمانهم بفكرة الاتحاد من منطلق ثقافي. شارلومان موحد أوروبا وفي القناة الفرنكوألمانية «آرتي» تم تخصيص كل البرامج تقريبا منذ منتصف الأسبوع المنقضي لدعم فكرة الاتحاد من منطلق ثقافي فتم مثلا بث شريط «شارلمان» كأول أمير قام بتوحيد جزء من أوروبا. كما تم تخصيص كل البرامج الوثائقية والريبورتاجات والتحقيقات لفكرة الاتحاد الاوروبي تاريخيا وثقافيا وسياسيا. ويبدو جليا ان دعم وتدعيم فكرة الاتحاد في نظر الاوروبيين ساسة ومفكرين ومبدعين وشعبا يجب ان يكون منطلقها ثقافيا لأن مرجعية كل فكرة ثقافية بدءا من مفهوم الديمقراطية عند الاغريق وصولا الى مفاهيم الحرية والاخوة والعدالة عند الفرنسيين. في ظل هذا الحدث وهذه الافكار نجد مجموعة «ستار أكاديمي» وقد تحولت الى ثقافة وربما مرجع في الوطن العربي! فهل تكون «ستار أكاديمي» أول فكرة للاتحاد عند العرب؟