أربعة ناخبين التقيناهم صباح اليوم الجمعة في مركز الاقتراع بمدرسة ابن الرومي، أحد المراكز الأربعة بالمدينة القديمة في الدارالبيضاء، تحدثنا إليهم قبيل الإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجلس النواب. "لم يصلحوا شيئا .. وعودهم قامت على الكذب" السلمي جيلالي من بين الناخبين الأوائل الذين دخلوا مركز الاقتراع بمدرسة ابن الرومي، في قلب المدينة القديمة في الدارالبيضاء، للإدلاء بصوته في انتخابات المجلس التأسيسي. وقال لنا منذ الوهلة الأولى إنه جاء للتصويت لأن ذلك "واجب على كل مسلم". جيلالي، وهو في سن الثمانين، وصل إلى العاصمة الاقتصادية للمملكة المغربية وعمره ستة عشر عاما، قادما من البادية. ويشدد على أنه "لم ير من التغيير الشيء الكثير"، منددا بأولئك "المسؤولين الذين كانوا هنا سابقا وفشلوا في إصلاح أوضاع المملكة، فوعودهم قامت على الكذب وليس على الصدق" يضيف متحسرا على أيام شبابه التي قضاها كسائق جرار في مرسى الدارالبيضاء. ولم يكشف لنا السلمي جيلالي عن هوية المرشح الذي صوت لصالحه. "الإسلاميون هم الوحيدون الذين لديهم برنامجا في المستوى" قدم يسر عثمان (22 عاما) إلى مدرسة ابن الرومي مبكرا قبل الذهاب إلى الجامعة وذلك لكي "يهدي" صوته لصالح مرشح "حزب العدالة والتنمية" الإسلامي. فلماذا صوت للإسلاميين؟ الإجابة كانت واضحة: "صوتت لصالح مرشح حزب العدالة لإعطاء فرصة للإسلاميين لقيادة التغيير في المغرب، فهم الوحيدون الذين لديهم برنامجا سياسيا واقتصاديا في المستوى، وأظنهم قادرون على إصلاح البلاد". الطالب الجامعي يسر عثمان، صوت لصالح "حزب العدالة والتنمية" يسر عثمان طالب في المحاسبة بجامعة الدارالبيضاء. وعبر عن استيائه لتدني أوضاع المعيشة في المغرب، مشيرا إلى أن أمور الجامعة مزرية يجب إصلاحها. ويقول: "صوتت للتغيير، نحن نريد تحسين ظروف الصحة والسكن والتربية، فلنتيح الفرصة للإسلاميين لاختبار قدراتهم على تسيير شؤون البلاد". وكشف لنا يسر أن أول مرة توجه فيها إلى مكتب اقتراع كانت في الفاتح تموز/يوليو للتصويت ب "نعم" على استفتاء تعديل الدستور الذي اقترحه العاهل المغربي محمد السادس، مؤكدا أنه يريد "العيش في المغرب، وليس في الخارج". "لا أثق في أي مرشح، لكني سأنتخب" لطيفة امرأة صريحة وتفكيرها غريب. فهي تصر على أن الانتخاب "واجب" وأنه "ضروريا لإحداث التغيير والشفافية في إدارة البلاد"، لكنها في الوقت ذاته تشدد على أنها لا تثق "في أي حزب ولا أي مرشح". هذه الخياطة، البالغة من العمر 45 عاما، والتي تعمل في المدينة القديمة بالدارالبيضاء، انفعلت نوعا ما عندما تحدثت عن المسؤولين "الذين لا يفكرون إلى في أنفسهم ولا يخدمون إلا مصالحهم الشخصية"، بل وتساءلت كيف لها أن تصوت لصالح "حزب أو مرشح وهي لا تعرف عنهما شيئا؟" وقبل أن تبتعد، عبرت لطيفة عن غضبها لتفشي الرشوة والفساد في الإدارة: "أينما ذهبت رأيت نفس المظاهر، يجب أن تتغير الأمور". "أدليت بصوتي، إلا أنني أريد الرحيل" غنمي كريم يوسف مستاء لحاله بالرغم من ثقته في المستقبل. فهو عاطل عن العمل يفكر في مغادرة المغرب والذهاب إلى فرنسا. وجاء صباح اليوم الجمعة للتعبير عن رأيه ولأداء واجبه الوطني، كما يقول، لأن ذلك ضروري "، لاسيما بالنسبة إلى الشباب، إذا أردنا للمغرب أن يتقدم ويتطور". وصوّت كريم لصالح مرشح حزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية [الذي كان يتزعمه عبد الرحمان اليوسفي رئيس الحكومة السابق، 1998/2002] نظرا "لكونه من أبناء حيه وأنه معقول". وهو يشكو من البطالة والسكن العشوائي والعيش في حي الصفيح ومن التلوث.