"من المؤسف ان تصبح كلية الاداب بمنوبة مرتهنة.. لن نرضخ للمساوامات وضغوط وتهديد الأطراف الخارجية".. هذا أبرز ما جاء على لسان السيد الحبيب الكزدغلي عميد كلية الاداب والفنون والانسانيات بمنوبة في ندوة صحفية عقدها مساء أمس بحضور أعضاء المجلس العلمي للجامعة وحضور مكثف لوسائل الاعلام. في بداية حديثه أكد عميد كلية الاداب بمنوبة ان كلية الاداب هي منارة للعلم واداة للمعرفة ولسيت فضاء للتجاذبات السياسية والصراعات الايديولوجيات ومهامها التأطير والبحث العلمي مشيرا في ذات الوقت الى عدم الرضوخ الى المساوامات والتهديدات من قبل الاطراف الخارجية. وذكر العميد ان المجلس العلمي بادر بفتح باب الحوار مع الطلبة وتم خلاله التوصل الى جملة من الاجراءات في اطار الحفاظ على علاقة الاحترام بين الاستاذ والطالب مشيرا الى ان العناصر الخارجية سعت الى تصعيد الموقف من خلال الاعتداءات اللفظية والجسدية ضد الاساتذة ومنعهم من التدريس. كما أصدر المجلس العلمي العديد من البيانات المنددة بالتجاوزات الخطيرة من أطراف خارجية لا تمت للكلية بصلة اضافة الى التطاول والتهديد الذي طال بعض الاساتذة والعميد من عناصر غريبة عن الكلية. وكشف ان المجلس العلمي وبعد اجتماع تشاوري أصدر قرارا يقضي بدعوة المعتصمين غير المسجلين بالكلية الى مغادرة الجامعة والاستظهار ببطاقة طالب عند الدخول لكن ورغم الاجراءات التى تم اتخاذها وجدت ادارة الكلية صعوبات كبيرة في تطبيقها خاصة بعد سلسلة التهديدات والاقتحامات التي شهدها الحرم الجامعي من قبل هذه الاطراف الخارجية. اقتحام وتهديدات ومن جهته أضاف الحبيب الكزدغلي ان اليومين الاخيرين شهدا تصعيدا من بعض العناصر الغريبة رغم تعليق الدراسة بالكلية مؤكدا ان الجامعة تعرضت الى الاقتحام في 3 مناسبات مما أدّى الى تعنيف رئيس مصلحة وموظف وعامل. كما أضاف ان الاساتذة والعمال تعرضوا الى مضايقات وتجاوزات خطيرة من هذه المجموعات. ومن جهتها أكدت آمال قرامي استاذة في قسم العربية ان الوضع أصبح لا يطاق في الكلية نتيجة للتهجم والاعتداءات التى تعرض لها الاساتذة حيث قالت انها تعرضت الى تعنيف وتهديد في بهو كلية الاداب من قبل مجموعة من المنقبات واتهامها بالكفر والاعتداء عليها لفظيا ورفع شعار "ديقاج" في وجهها. واعتبرت الاستاذة ان الجامعة أصبحت مرتهنة من قبل الجماعة المتطرفة مشيرة الى ان بعضهم بصدد القيام بحملات تكفيرية ضد الاساتدة. وفي ذات السياق ذكر مصطفى التواتي استاذ العربية في جامعة منوبة ان ظاهرة النقاب غريبة عن الكلية مؤكدا ان القضية اخذت منعرجا خطيرا وأصبحت قضية غير جامعية وانما هي قضية تهم اطرافا خارجية تسعى الى اثارة البلبلة ووصفها على حدّ تعبيره بأنها "مشروع مجتمعي يهدف الى ضرب المؤسسات الجامعية واخراجها عن سياقها المعرفي". واعتبر ان القضية ليست مسالة نقاب ومطالب بل هي أخطر من ذلك وهي قضية مجتمع بالكامل. دعوات للأحزاب والمجتمع المدنيّ وأمام الوضع الصعب الذي تشهده كلية الاداب بمنوبة دعا العميد الحبيب الكزدغلي الاحزاب ومكونات المجتمع المدني والاولياء الى ضرورة القيام بواجباتهم للحفاظ على الجو العام ومواصلة العمل في ظروف ملائمة باعتبار ان كلية الاداب بمنوبة فضاء للعلم وليس للصراعات الايديولوجية. كما ثمّن العميد البيانات التي أصدرتها الاحزاب ومكونات المجتمع المدني التي نددت فيها بالاحداث التى شهدها الحرم الجامعي بمنوبة في الايام الاخيرة داعيا كل الاطراف الى ضرورة تحمل المسؤولية كاملة. إجراءات وعن الاجراءات الجماعية التي اتخذها المجلس العلمي بعد دراسة الأوضاع المستجدة أكد العميد أنه تمخضت عنها دعوة الاطراف الجامعية الى ضرورة احترام التراتيب القاضية بمنع ارتداء النقاب داخل حرم الكلية وذلك للتعرف على هوية كل شخص يدخل الجامعة. وعن مسالة تعليق الدروس أشار العميد ان استئناف الدروس سيكون بداية من اليوم بعد ان تم تعليقها أمس لضمان الظروف الملائمة لحسن سير العمل معتبرا ان المجلس العلمي متمسك بفتح باب الحوار مع جميع الطلبة عبر ممثليهم داعيا الى ضرورة تغليب دور الجامعة التربوي والعلمي والمعرفي بعيدا عن الصراعات الايديولوجية. المسؤولية مشتركة وبخصوص الاجراءات المتخذة في صورة لجوء هذه العناصر إلى التصعيد أشار العميد ان المجلس العلمي لم يتخذ اي اجراء سلبي بل تعامل مع الاوضاع بكل موضوعية وجدية من خلال فتح باب الحوار مع الطلبة مؤكدا تحمله المسؤولية كاملة ورفض في نفس الوقت تدخلا للامن في الفضاء الجامعي رغم الظروف الصعبة التى تمر بها الكلية داعيا كل الاطراف الى التحلي بالمنطق. وختم العميد حديثه بضرورة ان تكون المسؤولية مشتركة داعيا الى احترام الحرمة الجامعية واستئناف الدروس ومواصلة الجامعة القيام بدورها التربوي والعلمي.