مخابر البحث العلمي في حاجة إلى الدعم "يضطر طالب المرحلة الثالثة في تونس أحيانا لبيع الملابس المستعملة "الفريب" والعمل في حضائر البناء بأجر زهيد لا يسد الرمق مقابل مواصلة الدراسة.. فالصعوبات التي تعترضه يوميا كبيرة.. معقدة.. وعددها لا يحصى ولا يعدّ، منها ما يتعلق بالظروف المادية ومنها ما يتّصل بظروف البحث والتحصيل".. هذا ما كشف عنه الأستاذ محمد عبد الوهاب يوسفي رئيس جمعية الدفاع عن حقوق طلبة المرحلة الثالثة ماجستير ودكتوراه في حديث معه.. وقال إن هذه الجمعية الجديدة التي تأسست في شهر مارس الماضي رصدت عديد الاشكاليات التي تنغص على طلبة المرحلة الثالثة وطلبة الدكتوراه عيشهم.. ومن بين هذه الاشكاليات عدم توفر الموارد المالية الكافية التي تسمح لهم بمواصلة الدراسة والبحث العلمي خاصة وأن السواد الأعظم من هؤلاء الطلبة لا يتمتعون بالمنح أو القروض الجامعية وهي ان توفرت فإنها لا تفي بالحاجة ولا تكفي حتى لتأمين السكن فقط.. ويؤكد محدثنا أن الجمعية ستعمل على جعل المنحة أو القرض الجامعيين حقا لجميع الطلبة لا يخضع لأي شرط. وتحدث يوسفي عن صعوبات أخرى يحتاج حلها إلى كثير من العمل على مستوى وزارة الإشراف أو على مستوى الجامعات.. ومن بينها ما يعود للتفاوت الكبير بين الجهات وهو ما يتطلب مزيد الحرص على تحسين المستوى العلمي لطلبة المؤسسات الجامعية بالمناطق الداخلية من خلال العمل على تقديم التشجيعات المناسبة للأساتذة الجامعيين للالتحاق بهذه المؤسسات وتأطير طلبتها وسيحد هذا الأمر من ظاهرة نزوح الطلبة. البحث العلمي وفيما يتعلق بظروف البحث العلمي فإن الأمر يستدعي على حد تأكيد محمد عبد الوهاب يوسفي مراجعة آليات اشتغال مخابر البحث وفرقه بما يتلاءم والأهداف الأكاديمية وضبط طرق التصرف في الأموال المسندة لها.. وفسر أن جل المخابر تحصل سنويا من الدولة على ميزانيات كبيرة لكن الطالب لا ينتفع كثيرا منها.. كما يجب العمل على حل مشاكل الطالب في علاقته بالمشرف أي الأستاذ المؤطر فكثيرا ما تعرقل مثل هذه المشاكل سير البحث.. وتحدث اليوسفي في هذا الصدد عن تلدد الكثير من الأساتذة المؤطرين في الاطلاع على مسودّات رسائل طلبتهم.. ويضطر الطالب أحيانا إلى الانتظار سنة كاملة قبل أن يعطيه المؤطر الضوء الأخضر لطبع رسالته ومناقشتها.. وأكد رئيس جمعية الدفاع عن حقوق طلبة المرحلة الثالثة ماجستير ودكتوراه على وجوب تهيئة ظروف ملائمة للبحث العلمي خاصة في الاختصاصات العلمية كالبيولوجيا والعلوم الطبيعية وغيرها..وبالإضافة إلى ذلك يتعين على المكلفين بالإقتناءات بالمكتبة الوطنية والمكتبات الجامعية تعزيز أرصدة المكتبات بالمؤلفات الجديدة وتنويعها لتشمل كل الاختصاصات خاصة العلمية منها.. كما دعا إلى تمكين طلبة بعض الشعب الجديدة من حق اتمام شهادة الدكتوراه وفسر أن هناك العديد من طلبة الماجستير المهني لا يجدون بعد اتمام دراساتهم منافذ إلى سوق الشغل وفي نفس الوقت يحرمون من مواصلة الدراسة في مرحلة الدكتوراه. شفافية وللقطع مع الأساليب الملتوية ولوضع حد للمحسوبية والمحاباة في الجامعة يؤكد محمد عبد الوهاب يوسفي على ضرورة وضع مقاييس واضحة ودقيقة وشفافة للانتداب. واقترح للغرض مراجعة طريقة تكوين لجان الانتداب بتفعيل آلية الانتخاب وتشريك الطلبة في الأمر. كما يجب ضبط أهداف مختلف الاختصاصات المدرجة ضمن الماجستير والعمل على التحلي بالدقة والوضوح في عملية قبول الطلبة دون تمييز.