كلفة طالب الماجستير 3500د وطالب الدكتوراه 10 آلاف دينار تونس:الصباح عدد كبير من الباحثين يواجهون صعوبات بسبب نقص التأطير.. الأمر الذي يدفعهم إلى الهجرة للبحث عن آفاق أكبر في الجامعات الأوروبية.. ويقول بعضهم إنه باستطاعتهم هناك إتمام أطروحاتهم في ظرف وجيز والعودة بشهادات عليا لا يتمكن غيرهم من الباحثين الطلبة في تونس من الحصول عليها إلا بعد جهد جهيد وبعد طول أمد.. ويلقي بعض الباحثين باللائمة على أساتذتهم المؤطرين ويقولون إن التعامل معهم صعب للغاية وذلك بسبب عدم توفر الوقت وكثرة مشاغلهم المهنية.. وحتى حينما يتفرغون خلال العطل الجامعية فإن جلهم لا يهتم بالطلبة والبحوث العلمية وهم يؤجلون ذلك إلى ما بعد العطلة.. ويضطر بعض الطلبة إلى تأجيل مواعيد مناقشة أطروحاتهم نظرا لعدم تمكنهم من انجازها في الوقت المحدد وينقطع آخرون عنها ولا يتمكنون من إتمامها لعدة أسباب منها نقص التأطير.. ويذهب بعض الباحثين إلى أن البطالة هي التي دفعتهم دفعا إلى مواصلة دراستهم الجامعية العليا.. ومتابعة مرحلة الماجستير أو الدكتوراه. ولكن في غياب الرغبة الحقيقية في الدراسة وطلب المعرفة يصبح انجاز بحث علمي صعب المنال.. خاصة إذا وجدت عوائق مثل نقص التجهيزات أو عدم توفر الحماس المطلوب لدى الأستاذ المؤطر لمساعدة الباحث على انجاز بحثه. وبالنظر إلى كلفة تحصيل الطالب الباحث على شهادة الماجستير والتي تقارب 3500 دينار أو كلفة تكوين الطالب للحصول على شهادة الدكتوراه والتي تقدر بنحو 10 آلاف دينار يمكن القول إن المجموعة الوطنية تتحمل نفقات ليست بالهينة للحصول على باحث الأمر الذي يتطلب حسن توظيف تلك الكفاءات وكذلك البحوث الجامعية حتى لا تبقى في رفوف مكتبات الجامعات. ولتحسين مردودية البحث العلمي يجب تحسين ظروف العمل الملائمة لمزيد الإنتاج العلمي بهياكل البحث سواء على مستوى توفير الفضاءات الملائمة والتجهيزات العلمية الضرورية أو توفير إطارات المساندة من فنيين وإداريين لتمكين الباحثين من التفرغ لنشاطهم البحثي والقيام به بالنجاعة المطلوبة . كما يجب العمل على مزيد الرفع في نسبة تجهيز الباحثين بالحواسيب وخاصة على مستوى المخابر ووحدات البحث والأقطاب التكنولوجية وذلك ليتمكن الطلبة من رقن رسائلهم ومن النفاذ إلى شبكة الانترنات بسهوله وبتكاليف تناسب قدراتهم الشرائية. أما أهم مطلب للباحثين فهو يكمن في الترفيع في سقف المنح الجامعية المخصصة لطلبة المرحلة الثالثة وتمتيع أكبر عدد ممكن منهم بها والترفيع أيضا في نسبة الانتداب التعاقدي لطلبة المرحلة الثالثة الذين بلغوا درجة متقدمة في إعداد شهادة الدكتوراه للتدريس بالجامعات أو العمل المؤجر صلب مخابر ووحدات البحث التابعة لمؤسسات التعليم العالي أو لمؤسسات البحث. أهداف استنادا إلى معطيات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا تجدر الإشارة إلى أن أهداف منظومة البحث العلمي والتجديد التكنولوجي خلال السنوات المقبلة تقوم على تدعيم التنسيق بين مختلف مكونات المنظومة الوطنية للبحث العلمي والتجديد التكنولوجي بهدف توظيف الكفاءات والإمكانيات المالية الموضوعة على ذمة القطاع بصفة مجدية إضافة إلى مواصلة عملية بعث مخابر ووحدات بحث في مختلف المؤسسات التي لها أنشطة بحث وتنمية الكفاءات باعتبارها عاملا أساسيا لتدعيم المنظومة الوطنية للبحث العلمي والوسيلة الأنجع لضمان التجديد وتبادل الخبرات التكنولوجية والرفع التدريجي في موارد الميزانية المخصصة لقطاع البحث. كما تهدف إلى العمل على تنويع مصادر التمويل قصد التخفيض التدريجي في مساهمة الدولة وتدعيم مساهمة المؤسسات الاقتصادية والتعاون الدولي وتبسيط تنفيذ برامج البحث في المخابر ووحدات البحث من خلال إدخال مزيد من المرونة على إجراءات استعمال الموارد المخصصة للأنشطة العلمية وتثمين نتائج البحث وتدعيم الشراكة بين هياكل البحث والمؤسسات الاقتصادية وإنجاز برنامج بعث الأقطاب التكنولوجية ومحاضن المؤسسات وتدعيم المتابعة والتقييم لأنشطة وهياكل البحث وتنمية الخبرة الوطنية ذات المستوى العالي في الميادين ذات الصبغة الاستراتيجية. ولا شك أن تنفيذ مثل هذه الأهداف يتطلب توفر حماس جميع الفاعلين في منظومة البحث العلمي.. ويستدعي دراسة العوائق التي تحول دون تحقيق النتائج المرجوة قصد إيجاد الحلول الناجعة في الوقت المناسب وقبل فوات الأوان.