أعلن أسقف كنيسة أكسفورد البريطانية تأييده لمطلب مسلمي المدينة برفع الأذان 3 مرات يوميا في مكبرات الصوت، معتبرا أنه من الحريات الدينية، فيما عارض الكثيرون من سكان المدينة ذلك المطلب، خوفا من أن يحولها إلى "جيتو للأقلية المسلمة". وفي عددها الصادر اليوم السبت، نقلت صحيفة "ذا ديلي تلجراف" البريطانية عن أسقف أكسفورد "جون بريتشارد" تأييده للخطة التي تقدم بها مسجد أكسفورد المركزي لرفع الأذان في مكبرات الصوت 3 مرات يوميا. وطالب المسلمون برفع الأذان في صلوات الظهر والعصر والمغرب فقط؛ حتى لا يتسببوا في مضايقات لغير المسلمين، والذين قد يكونون نياما وقت صلاتي العشاء والفجر.
ونقلت الصحيفة عن "بريتشارد" قوله: "أؤكد على قوة العلاقة بيننا وبين المسلمين في المدينة.. سوف أكون سعيدا برفع الأذان في مكبرات الصوت فوق مدينة أكسفورد التاريخية". يأتي ذلك في الوقت الذي يعارض فيه كثيرون من سكان المدينة خطة رفع الأذان، ويطالبون مجلس المدينة بعدم السماح بذلك، معتبرين أن رفع الأذان في المكبرات فوق مدينتهم سيحولها إلى "حي أو جيتو للأقلية المسلمة"، على حد قول الصحيفة. لكن "بريتشارد" اعتبر أن رفع الأذان من الحريات الدينية، ووجه كلامه للمعارضين: "عليكم أن تهدءوا وتقبلوا بالتعددية في المجتمع البريطاني". وشدد على أن "الدين يلعب دورا مؤثرا في حياة نحو 80% من إجمالي عدد سكان العالم، ولذلك فإن التعبير العلني عن الدين هو شيء طبيعي ومنطقي". وإذا كان "بريتشارد" قد أبدى احترامه لرأي هؤلاء الرافضين لرفع الأذان، فإنه رأى في الوقت ذاته أن "المجتمع المتسامح حقا هو من يقول أنا لا أتفق مع ذلك لكني أقبله كجزء من مسئوليتي في ضوء التعددية الدينية والثقافية في المجتمع". وفي هذا الإطار رفض "بريتشارد" تصريحات أسقف روشستر "مايكل نظير علي" التي اعتبر فيها أن السماح برفع صوت الأذان من شأنه أن "يصبغ الدولة بالهوية الإسلامية ويخلق مناطق خاصة بالمسلمين ومحظورة على غيرهم". وقال: إنه "ليست هناك مناطق محظورة.. ولكن هناك شواهد على تطور علاقات طيبة بين أبناء الديانات المختلفة". وتابع "بريتشارد" قائلا: "صراحة أريد أن أنأى بنفسي عما قاله أسقف روشستر". فترة تجريبية وبالرغم من موقفه المؤيد لرفع الأذان من حيث المبدأ، فإن بريتشارد قال: إن "هناك قضايا تتعلق بتطبيق رفع الأذان، مثل مستوى صوت الأذان، وإلى أي مكان ستكون وجهته، وإذا ما كان الأمر يتطلب وجود فترة تجريبية". ويعيش في بريطانيا نحو 1.8 مليون مسلم، أي ما يعادل حوالي 2.7% من إجمالي عدد سكان البالغ نحو 60.6 مليون نسمة. ويشتكي كثير من مسلمي بريطانيا من تنامي ظاهرة "الإسلاموفوبيا" أو الخوف من الإسلام في المملكة المتحدة. واتهمت دراسة بريطانية حديثة الإعلام وبعض الأعمال الدرامية بأنها تزيد من حدة "الإسلاموفوبيا" والكراهية ضد المسلمين، من خلال تصوير المسلمين كأشخاص محبين للعنف وإرهاب الآخرين. وتصاعدت خلال عام 2007 في غرب أوروبا وتيرة التخويف من الإسلام (الإسلاموفوبيا)، وتعددت مظاهرها، حيث صدرت تصريحات لقيادات سياسية كالنائب البرلماني الهولندي المتطرف جيرت فيلدرز، الذي هاجم القرآن الكريم صراحة، وقيادات دينية مثل السكرتير الخاص لبابا الفاتيكان جورج جاينزفاين الذي حذر مما أسماه "أسلمة الغرب". كما تجلت مظاهر (الإسلاموفوبيا) أيضا في ظهور حركات شعبية تحذر من تزايد أعداد المسلمين في أوروبا مثل "أوقفوا أسلمة أوروبا".