"على الحكومة المقبلة إعادة الثقة في مناخ الاستثمار في تونس لأنه لا خيار لها غير ذلك أمام تزايد إلحاح طالبي الشغل باعتبار أنّهم يرون فيها الجهاز الأكثر شرعية بعد الهدنة التي منحت للحكومة السابقة وهو من حسن حظّنا".. هذا ما جاء على لسان الوزير الأول الباجي قائد السبسي في كلمته التي ألقاها بمناسبة انعقاد مؤتمر «تبادل خبرات المرحلة الانتقالية» أمس بمقرّ منظمة الأعراف. وأكد قائد السبسي على أن الحكومة التي سيعلن عن تشكيلها قريبا ستجد تركة من التحديات في انتظارها. مخطط دون إيديولوجيا وحول توقعاته بمواصلة تنفيذ الحكومة الجديدة المخطط الاقتصادي الذي أعدته الحكومة المستقيلة أو التخلي عنه قال قائد السبسي:" حكومتنا أعدت برنامجا اقتصاديا يقطع مع أي مرجعية إيديولوجية ولهذا اعتقد أن المجموعة الوزارية الجديدة ستواصل تنفيذ هذا المخطط الذي أعدته شبكة من الخبراء التونسيين، كما تفيد عديد التوقعات بأن يوفر هذا المخطط نحو 550 ألف موطن شغل". وعن استقالة حكومته قال قائد السبسي "قدمنا استقالتنا لتمكين المجموعة الوزارية التي ستشكل الحكومة الجديدة من العمل، كما نريد الخروج من مناصب الحكم بسرعة بعد ان تمكنّا من تحقيق نتيجة أولى وهي تنظيم انتخابات تعددية وشفافة نسبة الطعن فيها محدودة جدّا". وأكد قائد السبسي انه "لن يكون هناك ربيع عربي إذا ما لم تنجح التجربة الانتقالية في تونس لأننا الآن بصدد دخول مرحلة جديدة ويمكن الاستفادة فيها من نماذج وتجارب المراحل الانتقالية التي عاشتها بعض دول أوروبا الوسطى والشرقية ". ومن جانبها أفادت رئيسة منظمة الأعراف وداد بوشماوي خلال هذه المبادرة التي يشارك في تنظيمها كل من البنك الأوروبي لإعادة الاعمار والتنمية ومركز مرسيليا للاندماج في المتوسط والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية "أن شكوك الفاعلين الاقتصاديين ورجال الأعمال بدأت تتبدد بعد لقاءات جمعتهم في المنظمة مع قادة سياسيين من الفائزين في الانتخابات الأخيرة". الشباب في "التاسيسي" وقدّمت رئيسة مركز المسيرين الشبان للمؤسسات وفاء صيادي مداخلة انتقدت فيها ضعف نسبة الشباب في المجلس التاسيسي هذه الفئة التي قادت ثورة تونس. اما من الناحية الاقتصادية، فدعت المتحدثة الى إقرار العديد من الاجراءات لدعم المؤسسة وتحيين التشريعات لإعادة ثقة المستثمر الاجنبي والمحلي في محيط الأعمال في تونس. وكان ايريك بيرغلوف الخبير الاقتصادي في البنك الأوروبي لإعادة الاعمار والتنمية من بين المشاركين في مبادرة "تحفيز الاستثمار خلال الفترة الانتقالية حيث أكد على تحسين مردودية القطاع البنكي باعتبار ذلك ضرورة للاندماج في الاقتصاد العالمي. وفي إجابة عن سؤال احد المتدخلين عن كيفية استخلاص تونس لدروس تجارب مماثلة لدول تنتمي الى الاتحاد الاوروبي افاد بيرغلوف "انه لا يمكن استنساخ الاصلاحات، كما لا يمكن فرض نموذج معين للانتقال لان لكل دولة خصوصياتها" كما أثت التظاهرة مداخلات خبراء دوليين عاشوا تجربة الانتقال الديمقراطي في دول أوروبا الشرقية والوسطى.