احتضن مقر منظمة الأعراف كامل يوم أمس منتدى مبادرة «من فترة انتقالية إلى أخرى» وذلك بحضور ممثلين عن مختلف هياكل المنظمة. هذا المنتدى جرا تنظيمه بمبادرة من البنك الاوروبي لإعادة الإعمار والتنمية الذي يسجّل أول نشاط له في تونس بالتعاون مع مركز مرسيليا للإندماج في المتوسط. وافتتحه الوزير الاول في حكومة تسيير الأعمال باجي قايد السبسي مؤكدا في كلمته أنّ تونس تحتاج تطبيق البرنامج الاقتصادي الذي أعدته الحكومة المؤقتة الثالثة برئاسته والذي تمّ عرضه خلال اجتماع قمة الثمانية في مدينة دوفيل الفرنسية ويمتد على 5 سنوات. كما قال الباجي قايد السبسي لا تحتاج الحكومة القادمة لحمل تسمية مؤقتة لأنها حكومة انتخبها الشعب كما عليها الاستجابة لانتظارات الناس من خلال تطبيق البرنامج الاقتصادي الداعم للتنمية خاصة في الجهات. وكان البنك الاوروبي لإعادة الإعمار والتنمية قد اختار تونس لتنظيم هذا المنتدى بعد محطة أولى قادته إلى مصر ويرمي من خلال تنظيم المنتدى إلى عرض تجارب الدول والتقريب بينها من أجل الاستفادة من الخبرات وغيرها دعما للمسار الانتقالي على الصعيد الاقتصادي. ويعدّ البنك من أكبر البنوك الاوروبية المستقطبة للاستثمار إذ تحفز استثماراته الاستثمارات الاجنبية المباشرة إلى الدول التي يعمل فيها وتتركز استثماراته بصفة رئيسية في القطاع الخاص. كما يوفر البنك خدمات تمويل مشاريع القطاع المالي والاقتصادي الحقيقي ويعمل مع الشركات التي يملكها القطاع العام لدعم الخصخصة ولإعادة هيكلة الشركات التي تملكها الدولة وتحسين الخدمات البلدية. وتعود ملكية هذا البنك إلى 61 دولة بالاضافة إلى الاتحاد الاوروبي وبنك الاستثمار الاوروبي. ويهتم هذا البنك بالأساس بتشجيع التمويل المشترك والاستثمار الاجنبي المباشر والاستفادة من رأس المال المحلي وتقديم المساعدة الفنية...ويقدّر حجم اجمالي قيمة مشاريعه بحوالي 189 مليار أورو أي حوالي 390 مليار دينار تونسي. يعمل هذا البنك في 30 دولة منها تركيا وأكرانيا ورومانيا وبلغاريا وكرواتيا وجمهورية التشيك وغيرها. وتعليقا عن مدى أهمية تنظيم هذا المنتدى في تونس قالت وفاء مخلوف صيّادي رئيسة مركز المسيرين الشبّان ل»الشروق» «من المهم جدّا معرفة تجارب الآخرين الذين مروا مثلنا بالمرحلة الانتقالية». كما قالت رئيسة مركز المسيرين الشبان إنّ المرحلة القادمة تتطلب بالأساس دعم مكانة الشباب والمرأة في الحياة الاقتصادية من ذلك الريادة في الأعمال كما تحتاج لدعم التكوين والتعليم ودعم الانفتاح على الاسواق الخارجية من ذلك الانفتاح على دول آسيا وافريقيا وتنويع القطاعات الانتاجية من ذلك قطاع التكنولوجيات الحديثة وغيرها من القطاعات ذات التشغيلية العالية. كما قالت السيدة مخلوف صيادي إنّ تونس تزخر بالكفاءات الشابة القادرة على تقديم الاضافة وإيصال تونس إلى برّ الأمان منتقدة عدم تشريك الشباب حاليا بطريقة فاعلة وذكية...مشيرة إلى أنه من غير المهم من يقود تونس سياسيا ولكن المهم والذي يجب العمل عليه هو أن تونس في مرحلة صعبة ووجب مساعدتها على تخطي هذه المرحلة. وأشارت المتحدثة أنّ الحكومة أي كانت إمكانياتها غير قادرة هي لوحدها على تشغيل مليون عاطل وبالتالي هناك ملفات وجب النظر فيها لتسهيل بعث المشاريع خاصة في الجهات ما يعني توفير التسهيلات للعاطلين الشبان لبعث المشاريع في الجهات من أجل التشغيل والتنمية.