انتهت الانتخابات البرلمانية متجاوزة كل السدود والحواجز بل والألغام التي زرعت في طريقها حين استطاع المصريون و بمهارة فائقة إنجاح التجربة الديمقراطية الأولى في حياتهم ، لكن البعض "بقايا النظام ، المخفقون في الانتخابات ، بقايا التيارات الفكرية المندثرة والتنظيمات المتآكلة ، أعداء مصر خارج حدود الوطن" أرادوا القفز على إرادة الشعب والمزايدة باسم الثورة والثوار واستدعاء حزمة القيم السلبية التي أهدرتها الثورة قيم الوصاية وفقدان الثقة والشقاق لا الوفاق والصدام لا التفاهم بوضع الميدان والبرلمان على طرفي نقيض ، بوضع الميدان في طريق البرلمان واستدعاء إشكالية وهمية ومصطنعة بطرح السؤال : شرعية الميدان أم شرعية البرلمان؟! الشرعية الثورية أم الشرعية الدستورية ؟! ماذا لو لم يتجاوب البرلمان مع مطالب الميدان ؟! أسئلة تشغل الفراغ الهائل في رؤوس أصحابها أملاً في استعادة زمام المبادأة الذي يظن البعض أنه فُقد بنجاح الانتخابات! حقائق وأوهام ** الميدان "التحرير وباقي ميادين مصر" هو مصدر القوة الدافعة لعجلة الثورة الرائعة ، وتبقى وجهات النظر في متى النزول وكيف ولماذا؟! ** البرلمان هو الثمرة الناضجة لشجرة الثورة الطيبة ، وهو مظهر من مظاهر نجاحها والمعبر الأدق لإرادة ومطالب وأشواق المصريين ** دعوة البعض لحضور الثوار أولى جلسات البرلمان لاكتساب رضا الشارع وتجنب الصدام مع الشباب ، مزايدة مرفوضة وأوهام مكذوبة لاعتبارات عدة" من هم الثوار ؟ هل يمكن دعوة 20 مليون مصرياً شاركوا في الثورة ؟ ومن يمثلهم؟ لدينا أكثر من 150 ائتلافاً! ** تهديد البعض بأن الثوار سيمنعون النواب من دخول البرلمان تحريض على الاشتباك والصدام والفوضى وإهدار لإرادة المصريين في أصدق تجربة ديمقراطية صنعوها بأيديهم ** محاولة استدعاء الصدام بين الميدان والبرلمان هي ثورة ضد الثورة ومحاولة هدم أول مؤسسة تشريعية حقيقية في النظام السياسي الجديد ** القول بأن الرقابة الشعبية فوق الرقابة البرلمانية قول مغلوط "البرلمان نتاج إرادة شعبية" يردده بقايا النظام أملاً في فرض مناخ دائم من الصدام ** الرهان على سياسة التهديد والتحريض ، وبث الفرقة والفتن ووضع الحواجز في طريق التفاهم والتوافق راهن فاشل جربه النظام البائد ويمارسه بقاياه دون جدوى خلاصة الطرح ..... نحن ننتظر برلماناً بلون وطعم ورائحة مختلفة ، يعبر وبصدق عن روح الثورة وأخلاق الميدان ، أخلاق الوحدة ولم الشمل ، التوافق لا التنافر ، التكامل لا التضارب ، هنا تُفرض الحقائق وتزاح الأوهام مدير مركز النهضة للتدريب والتنمية*