مصر .... مطالب مشروعة وممارسات مرفوضة!! جولات متتالية من الزخم الشعبي الثوري لدفع عجلة ثورة 25 يناير إلى الأمام لاستكمال المطالب العادلة والمشروعة بداية من سرعة المحاكمات ورد المظالم مروراً بتطهير مؤسسات الدولة من بقايا رموز الفساد والإفساد والقمع وانتهاءً بالتحول الديمقراطي المنشود للدولة المصرية المدنية ، زخم ثوري مطلوب لتطهير الأرض المصرية الطيبة من حقول الألغام التي زُرعت عن عمد ، ومطلوب لمقاومة الضغوط الداخلية من بقايا النظام المخلوع والضغوط الخارجية إقليمياً ودولياً ، ومطلوب كرسالة قوة ويقظة للطامعين والطامحين ، ومطلوب لرفع اللياقة الحركية والثورية للشعب صانع الثورة وحارسها وحاميها ، مطالب مشروعة شابها بعض الممارسات المرفوضة على المستوى الفكري والإعلامي والميداني منها : ** تحول ميدان التحرير من ميدان الثورة والشعب إلى جمهورية جديدة أو دولة داخل الدولة ، بضعة ألآلاف - مع كل التقدير والاعتبار – تحاول فرض إرادتها على الملايين بل ما هو أكثر من انتخاب مجلس رئاسي و برلمان يعبر عن ثوار التحرير وهو ما يعد مفارقة وتناقض " الذين ينادون بالدستور أولاً عندما أرادوا ترتيب أوضاعهم كانت الانتخابات أولاً !!" ** تظاهرات تطالب بسقوط عصام شرف والمجلس العسكري تحولت بفعل فاعل من تظاهرات سلمية لاعتداءات على مؤسسات الدولة ومرافقها العامة ** اشتباكات فكرية ناعمة سرعان ما تحولت إلى النوع الخشن تحمل التحريض من الطرف الليبرالي – العلماني سابقا – والتهديد والوعيد كرد فعل من بعض الطرف الإسلامي ** القفز على إرادة المصريين بإهدار أعظم ممارسة ومشاركة سياسية في تاريخهم الطويل – استفتاء 19 مارس – بخلط الأوراق والضغط على المجلس العسكري بهدف تغيير خارطة الطريق التي نالت تفويضاً وبتقدير جيد جداً "77,2%" ** استدعاء النماذج الفاشلة في التجارب السياسية السابقة – النموذج التركي – بفرض مواد فوق دستورية يتولى الجيش رعايتها وبالتالي تفرض الوصاية على الشعب ، الوصاية العسكرية على الحياة المدنية من دعاة الليبرالية!! ** قبول بعض الأشخاص والكيانات التمويل الأجنبي – راجع تصريحات الخارجية الأمريكية بدخول 40 مليون دولار إلى مصر لدعم الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة - ما يهدد السيادة الوطنية ويلوث ثورة 25 يناير التي كانت ومازالت مصرية خالصة خلاصة الطرح ..... رغم قسوة الممارسات وعدم انسجامها مع فعاليات وأهداف ثورة 25 يناير إلى أننا مازلنا في منطقة الآمان السياسي والمجتمعي ، لكن تبقى الخطورة في التقدم إلى الأمام بمزيد من هذه الممارسات التي تدار وتدفع من هنا وهناك بين الوطنيين المتحمسين والطامعين الطامحين ، بين التحركات البريئة المجانية وغير البريئة مدفوعة الأجر ، لذا ننتظر وفوراً من المجلس العسكري والحكومة بالتوافق مع القوى الوطنية ، خارطة طريق فورية تتجاوب مع باقي مطالب الثورة ، خارطة واضحة ومعلنة وجدول زمني محدد وقصير ، ثم الحسم والحزم ضد العابثين بأمن الوطن..... حفظك الله يا مصر الثورة والأمل ...... محمد السروجي مدير مركز النهضة للتدريب والتنمية