قابس: عودة الهدوء. والمجلس المحلي يدعو إلى المحافظة على الطابع السلمي للاحتجاج    نابل: وزير الفلاحة يعاين أضرار الحشرة القرمزية ويُتابع إجراءات مكافحتها ببوعرقوب    تونس تتصدر قائمة الوجهات العالمية الأكثر أماناً وجاذبية للسياح الصينيين    عاجل: رحلة دبلوماسية تتحوّل لمأساة: 3 قطريين يفقدوا حياتهم في مصر...شنيا الحكاية؟    اكتشف جذور كلماتنا الدارجة: أسرار قرطاجية وفينيقية في اللهجة التونسية    رئاسة مدغشقر: "محاولة للاستيلاء على السلطة بالقوة" وسط تصاعد الغضب الشعبي    عاجل: اليوم انطلاق بيع تذاكر مباراة تونس وناميبيا    突尼斯荣膺中国游客最向往安全旅游目的地榜首    أمطار خفيفة في البلايص هذه نهار الأحد... طقس خريفي بامتياز    طقس اليوم: مغيم جزئيا فأحيانا كثيف السحب مع أمطار متفرقة    ديان كيتون ترحل... النجمة اللي عرفناها في العرّاب وآني هول    ابنة إيناس الدغيدي: "أمي حققت حلمها واتجوزت وهي فوق السبعين"    قرحة المعدة: شنوة تاكل وشنوة لا؟    المشروبات الغازية والاكتئاب: شنوة الرابط اللي يهم البنات أكثر    العاصمة: يوم مفتوح بشارع الحبيب بورقيبة للتوعية بالسكتة القلبية تحت شعار "كل ثانية تنقذ حياة"    إيران: لا نثق في إسرائيل لاحترام وقف إطلاق النار بغزة    أحزاب ومنظمات تعبر عن تضامنها مع أهالي قابس وتطالب بحلول عاجلة للوضع البيئي    دعوة إلى التهدئة والالتزام بالسلمية في التحركات الاحتجاجية بقابس    4 قتلى وعشرات الجرحى بإطلاق نار في ولاية مسيسيبي الأميركية    رحيل نجمة هوليوود وبطلة فيلم "العراب" عن عمر ناهز 79 عاما    فيينا.. الآلاف من أنصار فلسطين يطالبون بمعاقبة إسرائيل    احصائيات: تطور القروض للقطاع الخاص ب %3.5 أواخر أوت    جندوبة .. تكريم مسنة تبلغ من العمر 107 سنوات    كرة القدم العالمية: على أي القنوات يمكنكم مشاهدة مباريات الأحد ؟    جندوبة.. قافلة صحية تؤمن 740 عيادة طبية مجانية    المهرجان الدولي للارتجال بالمهدية في نسخته السابعة : عروض إبداعية مفتوحة، ورشات حيّة.. وفنّانون في الموعد    في «ملتقى الفنون» بأكودة ... عروض مسرحية سينمائية ومعارض فنيّة    تونس تتحصّل على جائزة One Health Award 2025    إيناس الدغيدي تحتفل بزواجها وسط العائلة والفنانين!    أولا وأخيرا .. البحث عن مزرعة للحياة    الأهالي يُطالبون بتفكيكه: ما هو المجمّع الكيميائي في قابس الذي يثير كل هذا الجدل؟    طبّ الشيخوخة في تونس بداية من ديسمبر: فماهو هذا الإختصاص؟    بطولة النخبة الوطنية لكرة اليد (الجولة9): النتائج والترتيب    مباراة ودية (اقل من 23 سنة): المنتخب التونسي يفوز على نظيره العراقي    معهد الاحصاء: ثمانية تونسيين من بين 10 يتمتعون بالتغطية الصحية    مرصد المياه: تراجع نسبة امتلاء السدود إلى حوالي 27،4 بالمائة    سوسة: عروض تونسية وإيطالية تُثري ليالي مهرجان أكتوبر الموسيقي    المهدية : انطلاق مشروع طموح لتطوير القصر الروماني بالجم    وزير التجارة يدعو الى استكشاف وجهات جديدة للترويج لزيت الزيتون والتمور    حافظ القيتوني مدربا جديدا للألمبي الباجي    ما تنساش: مقابلة المنتخب الوطني يوم الإثنين على الساعة 14:00!    عاجل: الأمطار ترجع لتونس هذا الأسبوع وتحذيرات للشمال والساحل    كميات البذور الممتازة المجمعة موسم 2025-2026 تسجل ارتفاعا ملحوظا مقارنة بالموسم الفارط –المرصد الوطني للفلاحة-    أبرز الأحداث السياسية في تونس خلال الأسبوع المنقضي (من 4 إلى 10 أكتوبر 2025 )    نترامب يتجه غدا الأحد نحو فلسطين المحتلة ثم مصر..#خبر_عاجل    مباراة ودية: التعادل يحسم مواجهة المنتخب الوطني لأقل من 16 سنة ونظيره الأردني    صفاقس تستقبل 7 حافلات جديدة : تفاصيل    الطقس اليوم: سحب وأمطار خفيفة بالشمال والوسط ورياح قوية في الجنوب    وزارة الفلاحة:اجتماع لعرض محتوى التّقرير الوطني لقطاع المياه لسنة 2024 في نسخته النهائية    عاجل/ الإعلان عن انطلاق مشروع جديد لدعم تشغيل الشباب في هذا القطاع..    اقتحام معهد في سليانة وسرقة هواتف تلاميذ: الاحتفاظ بمشتبه بهم    الزواج بلاش ولي أمر.. باطل أو صحيح؟ فتوى من الأزهر تكشف السّر    الاطاحة بعصابة لسرقة المنازل بهذه الجهة..    يوم الجمعة وبركة الدعاء: أفضل الأوقات للاستجابة    وقت سورة الكهف المثالي يوم الجمعة.. تعرف عليه وتضاعف الأجر!    عاجل/ ضربة موجعة لمروجي المخدرات..    الجمعة: أمطار رعدية بهذه الجهات    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الأخضر" يهبّ لنجدة نساء تونس :عبدالحميد العدّاسي
نشر في الفجر نيوز يوم 27 - 11 - 2008


معلومة؟:
استوقفني خبر الرقم الأخضر (80100707) الذي جعلته الحكومة التونسية على ذمّة النّساء المعنّفات من قبل أزواجهنّ، في خطوة "تقدّميّة" باركتها حسبما يبدو وكالة الأنباء الفرنسية الناقلة للخبر، والتي قد تكون متعطّشة - كما الكثير في البلاد الغربيّة – إلى زوال الفروق بين العالم الإسلامي وغيره من العوالم الأخرى، ممّن سار بمعوله مبكّرا على بنيان المجتمع يهدمه ويرمي بلبناته إلى الضياع لبنة بعد أخرى، حتّى تركه منهوكا لا يقدر على مدافعة الأمراض الإجتماعيّة التي نخرت هيكله المفتقر إلى الترابط. وقد حرّضني هذا الخبر على النظر في أحوال "المتقدّمين" أصحاب استنباطات الهواتف الممنوحة للطفل في المدرسة (إذ المرأة قد تجاوزت تلك المرحلة)، فوجدت في مقال بتاريخ 17 سبتمبر 2004 بعض المعلومات التي أوردتها نفس الوكالة الفرنسية تحكي عن قتل إمرأة كلّ يومين في فرنسا من طرف الأزواج أو العشّاق الحاليين أو السابقين (أي 180 حالة قتل سنويا في هذا الإطار الجنسي فقط)، مشيرة (المعلومات) إلى أنّ هذا النوع من القتل كثيرا ما صوحَب بقتل جميع الأبناء أو أولاد الفراش. وقد أوردت المعلومة بالإضافة إلى ذلك إحصائية للنّساء القتلى في أوروبا فكانت رومانيا في المقدّمة بنسبة(12.6)، فنلاندا (8.6)، النرويج (6.5)، لكسمبورغ (5.5)، الدّانمارك (5.4)، السويد (4.5)، المملكة المتّحدة (4.3)، ألمانيا (3.5)، إسبانيا (2.4)، إيرلندا (2)، بولونيا وهولندا (1.8 لكلّ منهما)، والنسب كلّها بالمليون... فانظروا وانتظروا، فبعد التحرر والتقدّم المنشودين من طرف المنظّرين، سوف لن يُكتفى بالتعنيف كما هو الحال الآن والذي سبّبته سياسة المغيّرين، ولكنّه سوف يكون هناك قتل ناتج عن الغيرة التي لم يعدمها حتّى المثليين في هذه الرّبوع!...
كي لا نُفَاجَأ:ُ
كثيرا ما نلحظ – ونحن في بلاد الغرب – انتصاب أهل البلاد المضيفة أساتذة يعلّموننا كيف تكون الحياة وكيف نعيش في المجتمع الديمقراطي وكيف تكون علاقات الوالد بالمولود والزوج بالزوج، وقد يصادف أن نجد لديهم حكمة في ركن من الأركان فنأخذ بها أو نأخذ بطرف منها دون استغناء أو استكبار... غير أنّ الواقع لا يحدّث بالرّاحة أو السلامة أو التقدّم المجتمعي الذي يبشّرون هم به ويلهث وراءه دون علم أناس من جلدتنا وفي بلادنا، كهذا الوزير أو هذه الحكومة أو هذا الحاكم الذي استعار من كتاب جاره اللون الأخضر فأهدى النّساء رقما منه متفجّرا قاطعا للعلاقات الأسريّة قطعا لم يسبقه مثيل في تاريخ البلاد التونسية... ولكم أن تتصوّروا نشوزا أو إعراضا وقع بين الرجل وامرأته فسارعت الأخيرة إلى الأخضر (أعني الرقم) تفرغ همومها فيه... ولكم أن تتصوّروا أنّ رجالا لازالوا يؤمنون – حسب دينهم أو عرفهم - بقداسة الحياة الزوجية وسرّية ما فيها، يكتشف أنّ "الأخضر" قد شاركه كلّ شيء ممّا لا يجوز لغيره ولغير زوجته الاطّلاع عليه، كيف يهبّ مدافعا عن شرفه وعرضه محاولا إيقاف إفساد "الأخضر" وباعثه الذي عزم على جمع المعطيات لتأمين "نسائه" دون أن ينتبه إلى أنّ الرّجال لا يرغبون في علاقته الفجّة مع نسائهم، إذ ما سمعوا أنّ في دينهم تعدّد أزواج!... ولكم ألاّ تستغربوا إذا ما اقتدى الرّجال التونسيون بغيرهم من "المتقدّمين" الأوروبيين - ممّن شرّع للهواتف الهاتكة للستور المقوّضة للأسرة وللمجتمع- فقتلوا كلّ يومين امرأة (كما في فرنسا على الأقلّ) طعنا أو خنقا أو رميا بالرّصاص أو تقطيعا بالسواطير المتوفّرة...
الغريب أنّ هذا الأمر قديمٌ في تونس، فقد بلغني لمّا كنت بالخدمة أنّ وزيرَ دفاعٍ مرموقًا قد أعطى رقما ساخنا لنساء الضبّاط "الكبار" داعيا إيّاهنّ إلى الاتّصال به عند كلّ مشكلة يُحدثها لديهنّ أزواجهنّ الذين قد تكون صرفتهم عسكريتهم عن الإيتيكات، وقد لقي ذلك الأمر أتباعا كُثرا فصار سنّة كان من نتائجها تبخيس الصغير في أعين الزوجة قليلة الأصل أو عديمته، فلم تعد تعير زوجها اهتماما بخضرة رئيسه "الكبير" الوسخ، حتّى لقد كان من بعضهنّ مبالغة في ردّ الجميل (جميل الحماية التي سوف يوفّرها الأخضر) بلغ حدّ السهر أو المبيت لدى صاحب النعمة رغم أنف الزوج المنضبط للتعليمات!...
المطلوب:
إنّي أعلم أنّ هذه الأعمال خبيثة ويقف وراءها خبثاء وسوف تكون نتائجها وخيمة مهلكة، ولذلك فإنّي أدعو إلى ما يلي:

أ – المواطن: الحرص على معرفة تعاليم الدين الإسلامي الحنيف فيما يتعلّق بالزواج والأسرة والمعاملات عموما وبالزوج والزوجة خصوصا، ورفض كلّ دخيل في هذه العلاقة قد يؤثّر سلبا على الميثاق الغليظ الرّابط بينهما. ونحن أبناء تونس المسلمة لازلنا نحترم هذا الميثاق، ونؤمن أنّه قد أُخِذ بأمانة الله وكلمته سبحانه وتعالى، وسنحفظ هذه الأمانة ونوقّر هذه الكلمة اعترافا بنعمة الله تعالى علينا، وعليه فلا مجال إذن لخطوط خضراء أو حمراء أو ساخنة تفسد علينا علاقاتنا وتقطّع صلاتنا بالله وبأهلنا الأقارب والأباعد... جاء فى المسند عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: "ليس منا من خبّب – أي أفسد - امرأة على زوجها أو عبدا على مواليه". فسعي المرء فى التفريق بين المرأة وزوجها (ودور "الأخضر" لا يخرج عن هذا السعي) من الذنوب الشديدة، وهو من فعل السحرة، وهو من أعظم فعل الشياطين عليهم اللعنة!...
ب – المسؤول (الوزير أو غيره من المنظّرين): إن كنت ساعيا للخير ولإصلاح المجتمع وتحسين العلاقات فاستجب لنداءات النّاس ممّن وقع عليهم الظلم الشديد كنساء الإسلاميين ونساء الحوض المنجمي ونسائنا المتواجدات في بعض أماكن الصدارة ممّن علمتَ... درّب أعوانك من "المراقبين" على معايشة النّاس وفهمهم ورؤية همومهم بدل أن يظلوا ضالّين يرهبون ويهدّدون ويعنّفون فيفسدون على النّاس حياتهم... نبّه نفسك إلى نفسك فتعرّف على دينك وعلى تعاليمه كي لا تنطق إلاّ بخير ولا تدعو إلاّ إلى خير... لا تقبل الدنيّة في أهلك ولا تؤسّس لفقدان الغيرة والخروج عن العرف، فإنّ كلّ ذلك من المهلكات التي لا تزيد إلاّ من تقريب النهاية الشوهاء!... لا تتّبع غير سبيل المسلمين في تشريعاتهم فإنّ الله يغار على دينه، وويل لمن ولاّه الله ما تولّى، قال تعالى: "وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً"... وإنّي سائلك، هب أنّ زوجتك استهواها "الأخضر" فكشفت له بعض ما يريبها منك، فأنت لا تلتزم بموعد ولا تحترم نظام حياة بالبيت ولا تهتمّ بشؤون أهلك وأشياء كثيرة قد تذكرها هي لل"أخضر"، كيف يكون ردّ فعلك؟!:
- أستغفر لها ذلك وتواصل العيش معها كأنّ شيئا لم يكن؟! إذن لكنت ديوثا فاقد الرّجولة!...
- أم ستعنّفها محتجّا على صنيعها معيبا عليها عدم سترها لك وعدم صبرها عليك رجاء الأجر من الله ورغبة في المحافظة على العائلة وخصوصياتها؟! إذن لكنت منافقا ذا وجهين كاذبا!...
- أم ستفقدك المفاجأة أعصابك فتقتلها تأسّيا بأصحاب فكرة الهواتف؟! إذن لكنت مجرما جبانا أسيرَ غضبٍ مذهبٍ للعقل والدين دافعٍ في نار جهنّم!...
والخلاصة، أن لا خير في عمل يجلب عارا أو يُفقد مروؤة أو يَقتل غيرة أو يَدفع إلى العنف أو القتل أو الفراق أو يُبعد من حظيرة الإسلام... فانتهوا عن هذا ولا تكونوا من المخبّبين على التونسيين نساءهم....


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.