القاهرة, مصر:أعلنت وزارة الصحة المصرية عن إصابة 86 مواطناً بميدان التحرير وسط القاهرة بفعل الازدحام الشديد خلال الاحتفال بالذكرى الأولى للثورة المصرية. ونقل التليفزيون المصري، مساء اليوم الأربعاء، عن مساعد وزير الصحة المصري الدكتور عادل عدوي قوله "إن الإصابات طفيفة وسطحية بفعل الازدحام الشديد"، موضحاً أنه تم إسعاف 72 مواطناً بميدان التحرير فيما نُقل 14 آخرين إلى المستشفيات القريبة. وفي سياق متصل تمركزت أعداد كبيرة من سيارات الإسعاف مجهّزة طبياً بمحيط ميدان التحرير تحسباً لوقوع إصابات أو حالات اختناق نتيجة التدافع بالأيدي والزحام حيث يزيد عدد المواطنين بالميدان عن مائتي ألف مواطن. وكان ملايين المصريين قد بدأوا منذ صباح اليوم، الأربعاء، بالقاهرة ومختلف المحافظات احتفالات بالذكرى الأولى لثورة الخامس والعشرين من يناير. واكتظ ميدان التحرير بوسط القاهرة بنحو مائتي ألف مواطن أحيوا ذكرى الثورة ومطالبين بتحقيق باقي مطالبها، رافعين لافتات تطالب برحيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن السلطة وتسليمها إلى المدنيين ممثلين في رئيس مجلس الشعب، وصوراً للرئيس السابق حسني مبارك وعليها علامة خطأ. وطالب المتظاهرون بتسريع محاكمات قتلة متظاهري الثورة، وبتطهير مؤسسات الدولة من الفساد ورموز النظام السابق خاصة في القضاء ووسائل الإعلام. ووصلت إلى الميدان، بوقت سابق، عدة مسيرات من مختلف مناطق محافظتي القاهرة والجيزة، أبرزها مسيرات انطلقت من جامعتي القاهرة وعين شمس ومن الأزهر ، وردَّد المشاركون فيها هتافات تطالب المجلس العسكري بتسليم إدارة البلاد إلى سلطة مدنية، والقصاص لدماء "الشهداء" من خلال محاكمات ثورية عاجلة، حاملين الأعلام الوطنية وبعض صور "الشهداء". وفي المقابل رفض آلاف المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين وإلى ذراعها السياسي "حزب الحرية والعدالة"، تسليم السلطة إلى رئيس مجلس الشعب، مطالبين بإتاحة الفرصة أمام المجلس العسكري لاستكمال الجدول الزمني الذي أعده لتسليم السلطة والذي ينتهي في 30 يونيو/حزيران المقبل بعد انتخاب رئيس جديد للبلاد. ووقعت مشادات عنيفة بين مجموعات من المتظاهرين اليساريين والليبراليين وبين شباب الإخوان المسلمين بعد توجيه شتائم لجماعة الإخوان لأنهم "خانوا دماء شهداء الثورة" وتحالفوا مع المجلس العسكري وحصلوا على الأغلبية النسبية في مجلس الشعب. وأقام عدد من المتظاهرين حواجز أمنية بمداخل ميدان التحرير للاطلاع على هويات الداخلين للميدان وتفتيشهم ذاتياً خشية أي محاولة من جانب الخارجين على القانون الاندساس وسط المتظاهرين وحمل أسلحة نارية أو بيضاء. وتمكّن المتظاهرون على النقاط الأمنية من ضبط 5 من الخارجين على القانون حاولوا إدخال أسلحة بيضاء إلى الميدان، وقاموا باحتجازهم من دون تسليمهم إلى عناصر الشرطة التي لم تتواجد بالميدان منذ بدأت الاستعدادات للاحتفال بذكرى الثورة منذ نحو أسبوع. وفي السياق ذاته تظاهر مئات الآلاف بمختلف المحافظات خاصة بمحيط مسجد القائد إبراهيم بالأسكندرية وبميدان "الشون" بمدينة المحلة الكبرى في محافظة الغربية وبميدان الأربعين بمدينة السويس، للمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين. وكانت الثورة المصرية اندلعت في الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني 2011، وتمكَّن الثوار من حمل الرئيس السابق على ترك السلطة، وأزالت مؤسسات نظامه القمعية والحزبية عقب 18 يوماً من الاحتجاجات السلمية. وواجهت قوات الأمن، المتظاهرين والثوار ما أدى بحسب الإحصائيات الرسمية إلى مقتل 846 وإصابة نحو ثلاثة آلاف بعضهم أصيب بعاهات مستديمة، بالإضافة إلى مقتل وإصابة المئات خلال تظاهرات واعتصامات شهدتها القاهرة ومحافظات أخرى في تظاهرات تالية.