بعد يومين من مبايعة مشايخ الطرق الصوفية في مصر للشيخ علاء أبو العزائم، شيخًا جديدا لمشايخ الطرق الصوفية ورئيسًا للمجلس الأعلى للطرق الصوفية، التي تضم جميع الطرق في مصر، وذلك بعد تشييع جنازة رئيسهم السابق أحمد كامل ياسين، قام أعضاء المجلس باختيار شيخ جديد لهم وانقلبوا علي الشيخ الأول . وجاء الانقلاب علي الشيخ علاء أبو العزائم وسحب تأييد الطرق الصوفية له، وتنصيب الشيخ عبد الهادي القصبي (شيخ الطريقة القصبية) بديلا له، بعد تصريح الشيخ أبو العزائم "أن الصوفية بايعوا الرئيس المصري حسني مبارك على رئاسة الدولة مدى الحياة "ولو عاش حتى (عام) 2100" ، وتوجيهه انتقادات حادة للمعارضة المصرية. إلا أن الصوفيون يؤكدون أن "الانقلاب" على شيخ مشايخهم علي أبو العزائم، لا علاقة له بالسياسة، وأن السبب هو أن أبو العزائم ليس من "الأشراف"، ومفروض أن يكون رئيس المجلس الصوفي الأعلى هو (نقيب الأشراف) في مصر الذين يمتدون بنسبهم لأل بيت النبي محمد صلي الله عليه وسلم. بيد أن الشيخ أبو العزائم قال في تصريحات صحفية نشرت في القاهرة نهاية الأسبوع الماضي، أنه سأل المشايخ عن سبب انقلابهم عليه وسحب تأييدهم له، فقالوا إنها "تعليمات عليا". ومعروف أن انتخابات المجلس الصوفي تعقد بحضور مندوب من رئاسة الجمهورية ومندوب من جهاز أمن الدولة، إضافة إلى عدد كبير من مشايخ الصوفية، يمثلون يمثلون المجلس الأعلى للطرق الصوفية في مصر. وتحتفظ الطرائق الصوفية في مصر بعلاقات طيبة مع أنظمة الحكم المتعاقبة هناك، وكان الرئيس المصري السابق أنور السادات أحد مريدي تلك الطرق، فيما توفر لهم الأجهزة الأمنية كل احتياجاتهم أثناء تنظيم ملتقياتهم الدينية، فيما عرف عن الصوفيون زهدهم في السياسة والتعاطي معها. وفي الأعوام الأخيرة، صنفت تحليلات بعض المراكز البحثية الأمريكية الصوفية في خانة "الإسلام المعتدل"، ودعت الغرب إلى تشجيعها ورعايتها باعتبارها تنبذ العنف ولا تتبنى التطرف، كما كان السفير الأمريكي السابق في مصر أحد مريدي "الموالد الصوفية" ومواظب علي المشاركة بها.