القاهرة, مصر:رفضت جماعة "الإخوان المسلمون" في مصر، الموقف الأميركي من قضية تمويل منظمات للمجتمع المدني في مصر، مؤكدة أن ذلك الموقف يمثِّل تدخلاً غير مقبول في شؤون مصر الداخلية.وقال الناطق الرسمي بإسم الجماعة محمود غزلان، في تصريح للصحافيين مساء اليوم الخميس، إن التهديدات الأميركية بقطع المعونة عن مصر، إذا أصرت القاهرة على السير في إجراءات محاكمة الأميركيين في قضية منظمات المجتمع المدني والتمويل غير القانوني، تعكس حقيقة أن واشنطن "تتعامل مع مصر كما لو كان النظام البائد المخلوع لا يزال قائماً". وأضاف غزلان "أن الولاياتالمتحدة الأميركية لم تستوعب حقيقة أن الشعب المصري قام بثورته لاسترداد حريته وكرامته وسيادته وأنه لن يفرط فيها مهما كان الثمن". وشدَّد على أن الإجراءات التي تم إتخاذها ضد منظمات المجتمع المدني العاملة في مصر ومن بينها منظمات أميركية هي إجراءات قضائية، "وليس من حق أحد أن يتدخل في سير العدالة لأن السلطة القضائية واستقلالها من أهم مظاهر السيادة الوطنية". كما أكد أن الولاياتالمتحدة لا تسمح بالتدخل في أعمال القضاء الأميركي، متسائلاً" لماذا يتم تحريم هذا كله داخل أميركا، واستباحته كله داخل مصر؟"، مشيراً إلى أن ذلك يعتبر كيلاً بمكيالين، وشعوراً بالاستعلاء على الآخرين. وكانت دوائر أميركية ونواباً بالكونغرس هدَّدوا مؤخراً بوقف برنامج المساعدات المقدمة لمصر، على خلفية قيام السلطات المصرية بتوقيف عدد من المصريين والأميركيين بينهم صموئيل آدم لحود إبن وزير النقل الأميركي، يديرون جمعيات حقوق إنسان ومنظمات مجتمع مدني لاتهامها بتلقي تمويل غير مشروع دون علم السلطات المصرية واستخدام ذلك التمويل في أموراً تضر البلاد. ويُذكر أن مصر تتلقى منذ العام 1979 معونة سنوية من الولاياتالمتحدة تقدَّر بملياري دولار من بينها 1,3 مليار معونة عسكرية.