قال تيموثي بالدينغ رئيس الإتحاد العالمي للصحافة إن العالم العربي يعد من أسوأ المناطق في العالم بالنسبة لحرية الصحافة ، لافتا الى وجود حالات تطرف بالغة وتقييد للصحافة في كل من سوريا وليبيا والسعودية. وقال بالدينغ خلال زياته الدوحة مؤخرا إن الديكتاتورية إنحسرت في مناطق عديدة حول العالم خلال السنوات العشر الفائته ، ويجب أن لا نخدع أنفسنا بالقول إن هناك صحافة حرة في الخليج ، صحيح أن دول الخليج تتمتع بحرية أكبر من العديد من دول المنطقة ، لكن يجب أن لا نخدع أنفسنا بأن هناك صحافة حرة في الخليج ، على الرغم من وجود العديد من الظواهر الإيجابية ، حيث أن الصحفيين لا يحبسون أو يضربون أو يقتلون كما يوجد في العديد من دول المنطقة ، مثل العراق ومصر التي ترفض الحكومة أن تتخلى عن سياساتها في إضطهاد الصحفيين وتصر على تقييد حرية الصحافة ، لذلك فأوضاع الصحفيين مأساوي في العراق ومصر بشكل خاص. ويضيف بالدينغ إنه ولتلك الأسباب ، فإنه من غير الممكن عقد المؤتمر المقبل للإتحاد العالمي للصحافة في دول مثل سوريا وليبيا والعراق ومصر. ثلاث دول اعضاء فقط ، وأضاف بالدينغ أن عدد الصحف العربية الأعضاء في الإتحاد العالمي للصحافة قليل جدا حاليا حيث يقتصر على ثلاث دول فقط هي الاردن ولبنان والجزائر ، موضحا أن تونس ومصر كانتا عضوين ، لكن تم إستبعادهما لأكثر من سبب من بينها أسباب سياسية وأخرى إقتصادية ، وقال إن هناك صعوبة في قبول عضوية بعض المؤسسات الصحفية في معظم دول المنطقة. ويعد الاتحاد العالمي للصحافة منظمة عالمية تعبر عن الصحف والمحررين ولديه أعضاء في 102 بلد من خلال 187 صحيفة. يقول تيموثي بالدينغ إن للإتحاد العالمي للصحافة ثلاث مهمات رئيسية ، تتمثل في الدفاع عن الصحافة ، والترويج لحرية الصحافة ، والاستقلال الاقتصادي الذي يعتبر ضرورة حتمية من أجل تحقيق هذه الحرية ، ما يعني أننا منظمة مستقلة تسعى إلى الحفاظ على حرية التعبير. وللاتحاد نشاطات أخرى متمثلة في المساعدة على التدريب وصقل المهارات لخلق صحف مستقلة قوية خصوصا تلك التي لا تزال في مرحلة النمو في معظم الدول النامية ، كما يشكل الإتحاد ملتقى للمحررين والناشرين والعاملين في عالم الصحافة لتبادل الآراء ومناقشة الاستراتيجيات المعلوماتية كأي صناعة تتشارك في همومها ، إضافة الى أن الاتحاد يمثل الصحف أمام المحافل والمنظمات الدولية كالأممالمتحدة واليونوسكو وغيرها من الجهات الدولية ، للدفاع عن قضايا الصحافة والمجالات المرتبطة بها. منتدى عربي للصحافة ويعقد الإتحاد الذي يقع مقره الرئيس في باريس ، منتدى عربيا للصحافة بشكل سنوي ، وقال بالدينغ إن المنتدى لهذا العام سيعقد في بيروت خلال شهر ديسمبر - كانون الثاني المقبل بمشاركة محررين وناشرين من أفضل الصحف في العالم ، فضلا عن مشاركة صحفيين عرب حيث سيتحدثون عن قيود الصحافة في العالم العربي ، ومناقشة استراتيجيات تحسين وزيادة القراء والتوزيع وغيرها من قضايا الصحافة والنشر والأعمال المرتبطة بهما. وقال بالدينغ إن الإتحاد العالمي للصحافة بني على أساس أن يحمي حرية الصحافة وأن يمكن الصحف ودور النشر من أن تكون ناجحة ، لأن المؤسسات الصحفية صناعة تتطلب بنى تحتية إدارة وصقل المهارات ، الصحف الجيدة تبنى على استراتيجيات عمل جيدة ، حيث أن الإعلان هو صلب حياة الصحف ، ما ينعكس على رواتب الصحفيين ، مؤكدا أن الصحف التي لا تعتمد على إعلانات جيدة لا تستطيع أن تمنح الصحفي حرية الكتابة لأن المال يجب أن يأتي من مكان ما ، وإذا تم الاعتماد على جهة معينة في التمويل ، فإن ذلك من شأنه أن يرد بشكل أو بآخر. وأشار بالدينغ الى وجود تعاون كبير مع العراق لتحسين أوضاع الصحافة والصحفيين هناك ، من خلال تدريب الصحفيين بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة ، لكن حتى الآن لا يوجد مؤسسة عراقية يمكن أن تكون عضوا مناسبا في الإتحاد العالمي للصحافة ، فأوضاع الصحفيين في العراق خطرة جدا ، حيث هناك حالات من الخطف والقتل وإغلاق الصحف ، لذلك أوضاع الصحافة في العراق رهيبة ، ومن ثم لكل منطقة ولكل بلد تحدياته الخاصة ومن الصعب التحدث عنها إجمالا ، ولكن بشكل عام ، يمكن القول إن دول العالم الثالث تعاني من مشكلات في مجال حرية الصحافة ، وهناك تحديات تواجه الصحف والمطبوعات مثل نقص عدد القراء والاتجاه إلى المواقع الإلكترونية ، إلا ان الصحف ما زالت تحتفظ بقوتها في مواجهة هذا التحدي نتيجة زيادة المساحات المخصصة للإعلان عن المواقع الإلكترونية والإيرادات الثابتة التي تحصل عليها والاعتماد عليها في استقاء الأخبار والمعلومات بشكل رئيسي ، إضافة إلى المصداقية التي تتمتع بها الصحف عن المواقع الإلكترونية التي لا يمكن التثبت من دقة معلوماتها أو مصادرها. وبشأن فلسطين فإن الإشكالات تأتي من القوى السياسية الفلسطينية وليس من أي جهة أخرى. الدوحة - الدستور - محمد خير الفرح