مريم العامري الهمّامي* (ماجستير لغة وأدب وحضارة) قبل الحملة الانتخابية كثر الكلام على المناصفة واستبشرنا بالخبر خيرا وقلنا إنّ مسألة المرأة في تونس قد بدأت ترى سبيل الانفراج وأن "الموؤودة" قد بُعثت من جديد... لتشارك في بناء تونسالجديدةتونس الحرّية والعدالة ... إنّ الفكر المستنير في ربوع بلادنا الذي يؤمن بالمرأة على قاعدة الاعتراف بمبدأ "النّسوية" على الرّغم من أن الفكر النسوي قد يعود في معنى من معانيه إلى ... فلسفة التنوير، والحقيقة أيضا أنّه متأثّر بفلاسفة معاصرين، وبخاصة فلاسفة ما بعد الحداثة أمثال دريدا وفوكو. وقد تبلور أكثر عند التحاق النّساء المنتميات إلى الحركة النّسوية في النصف الثاني من القرن العشرين بالعمل في الأوساط الأكاديمية. استشرت "النّسوية" في الأوساط المثقفة التونسية حديثا ومن أبرز وجوهها الجامعيّة "أمال قرامي" وقلنا إنّ المناصفة هي الثمرة الطبيعية لهذه الأفكار التي غدت متغلغلة في الفكر الجامعي الأكاديمي خاصة... وعلى اعتبار أن الأصوات الحزبية التي نادت باسم المرأة وبضرورة مناصفتها للرجل في المناصب القيادية سواء كان ذلك في "المجلس التأسيسي" أو في "التشكيلة الحكومية" قبل الانتخابات هم من خريجي الجامعات... فقد كان يفترض أن تتصدر المرأة مثلها مثل الرجل عدة حقائب وزارية تأكيدا "لادعاء" المناصفة...غير أنّ الذي حدث خيب آمال انتظارات النخبة المؤمنة حقا بثقافة "النسوية" وبقدرة المرأة على تحمل المسؤوليات تماما مثل الرجل ... وخيب آمال المرأة التونسية أساسا ...والمؤسف أيضا أن "الترويكا" المحسوبة على الفكر التقدمي بشقيه "الاسلامي" و"العلماني" لم تقدم ترشيح "المرأة" على الرجل للحقائب الوزارية وإن كانت المرأة أكثر حظا وتمثيلية في الجانب الاسلامي المكوّن ل"الترويكا"... فهل مازالت المرأة مجرّد ورقة للمزايدة في الانتخابات تستعملها الأحزاب لكسب الأصوات... لئن كانت المرأة في تونس أكثر عددا "إحصائيا" من الرّجل فإنّ الأحزاب دائما تلتمس أصوات المرأة في الانتخابات لترجيح كفتها على بقية الأحزاب الأخرى ... ثم تضرب عرض الحائط ما كانت قد وعدت به المرأة من حقوقها... الانتخابات على الأبواب وسنرى هل سيعاد عزف "سنفونية" الورقة الرابحة "المرأة" من جديد... لذلك ومن موقع الشّعور بهضم حقّ المرأة سياسيّا واجتماعيّا وتهميشها ثقافيّا فنحن "المرأة" قد نستخدم حق "الفيتو" ونضرب عن التّصويت في الانتخابات القادمة ...فانظروا حينها من سيصوت لمن.