أكدت مصادر صحفية ارتفاع منسوب المياه في وادي مجردة إلى 8.86 أمترار وبسرعة 1 إلى 3 أمتار في الدقيقة وقد بدأ ارتفاع منسوب المياه فعليا يهدد الأحياء السكنية في منطقة بوسالم ومجاز الباب الآن وهي من أكثر المناطق المهددة بفيضان وادي مجردة، خاصة بعد ما راج في بعض الصحف عن فتح الجزائر لسدودها لكثرة ضغط مياه الأمطار على وادي مجردة وخوفا من انفجارها. وكانت اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث الطبيعية قد وجهت الاربعاء نداء إلى متساكني المناطق المجاورة للوادي على غرار جندوبةباجةبنزرتأريانةومنوبة لإخلاء منازلهم في أقرب الآجال، وخاصة متساكني أحياء الخليج والرياض والمستشفى و"ديامونتة "والحي الشعبي إلى إخلاء منازلهم والالتحاق بمركز الإيواء بمركز التكوين المهني ببوسالم وعلى ضفاف الأودية بالمناطق المنخفضة خاصة على وادي "بوهرتمة" ومعتمدية بوسالم والمناطق المجاورة لسد سيدي سالم في معتمدية مجاز الباب إلى مغادرة منزلهم واتخاذ كل الاحتياطات اللازمة للوقاية من الفيضانات. وقد تم فعليا إجلاء ثلاث عائلات تقطن منطقة البلدية من معتمدية "بلطة بوعوان"، وتعليق الدروس في كافة المؤسسات التربوية في ولاية جندوبة. وفي جانب آخر، أكدت المصالح الفلاحية بجندوبة أن منسوب المياه بالسدود والأودية مرشح لمزيد الارتفاع على غرار سد "بوهرتمة" الذي بلغ حوالي 115 مليون متر مكعب في حين تقدر طاقة استيعابه ب112 مليون متر مكعب، وبلغ مستوى منسوب المياه بسد بني مطير 59 مليون متر مكعب. وكان مدير المركز الاستراتيجي لتنمية الشمال الغربي كمال العيادي قد حذر ذوبان الثلوج المتراكمة التي ستتحول إلى مياه سائلة خلال الايام القليلة القادمة وهذا ما يُحتم اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لها سواء من حيث تأثيرها على ارتفاع منسوب الاودية والسدود أو التسبب في انزلاقات أرضية، وسيكون ذلك في وقت وجيز خاصة اذا ارتفعت الحرارة دفعة واحدة، عكس ما يحصل في الدول الأوروبية مثلا حيث تتواصل برودة الطقس لأشهر عديدة ويكون نسق ذوبان الثلوج بطيئا ولا يؤثر على منسوب الاودية والمجاري والسدود. وبين أن أكبر الوديان في تونس وادي مجردة الذي يمر عبر ولايات جندوبةوباجة ليصل الى ولاية منوبة واريانة قبل ان يصب في البحر بجهة قلعة الاندلس وتوجد اودية كبرى بالشمال والشمال الغربي أقيمت عليها سدود كبرى مرشحة للارتفاع خلال الأيام القادمة وأغلبها تتراوح نسبة الامتلاء فيها بين 80 و100 بالمائة؛ ومن هذه السدود نذكر سد وادي ملاق (قرب منطقة نبر بولاية الكاف) وسد بني مطير (جنوب غرب عين دراهم الذي بلغت نسبة امتلائه الآن 100 بالمائة) وسد وادي الزرقاء(بين مجاز البابوباجة) وسد "بوهرتمة" (قرب بوسالم) وسد وادي الاخماس (قرب السرس وبورويس) وسد سيدي البراق (القريب من منطقة نفزة الجبلية المغطاة بالثلوج) وسد سجنان المُحاط بمناطق جبلية تتراكم عليها الآن الثلوج) وسد جومين (القريب من مدينة ماطر بولاية بنزرت) وسد كساب القريب من باجة وسد سليانة، وهو ما يقتضي الشروع من الآن في التخلص من كميات هامة من مياه هذه السدود رغم ما قد يتسبب فيه ذلك من حدوث فيضانات غير متوقعة بالمناطق المحاذية لهذه السدود.