الثلوج التي نزلت بشكل مكثف على عدد من مناطق جهة جندوبة على امتداد خمسة أيام حيث زاد ارتفاعها عن المتر ونصف المتر، طرحت سؤالا كان هاجسا متجددا للمواطنين وهو أي مصير ينتظر الجهة بعد ذوبان الثلوج؟ وما هو تأثير ذلك على السدود والأنهار؟ تخوفات المواطن بجهة جندوبة مردها ما يمكن أن تسببه الثلوج الذائبة من فيضانات للأنهار و امتلاء للسدود وهما أمران يهددان أجوار الأنهار و السدود فنسبة الثلوج وارتفاعها غير المسبوقين يكفيان لتنامي هاجس الخوف لدى المواطن الذي تساءل عن السبل الكفيلة بالتصدي لهذه الظاهرة والاستعداد لمثل هذا السيناريو . السدود وطاقة أكثر السدود المهددة بارتفاع طاقتها جراء الثلوج هما سدي «بربرة و بني مطير» اللذين يستمدان جزءا من طاقتهما المعبأة من مجارى الروافد النهرية و السيول الجبلية القريبة منهما بنسبة كبيرة وبمفعول الثلوج الذائبة سترتفع المياه داخلهما وقد يصبحان عاجزين عن استقبال واحتواء هذه الكميات من الثلوج الذائبة التي قد تفوق حسب بعض المصادر المختصة الكميات المعبأة سنويا فكيف الحلول لتجاوز هذه الكارثة إن حلت لا قدر اللّه ؟ . خطر دائم إلى جانب ما يمكن أن تسببه السدود من مخاطر فإن نهر مجردة ستشمله هو الآخر هذه الظاهرة خاصة إذا علمت أن ثلوج جهة غار الدماء الذائبة ليس لها من متقبل سوى هذا النهر الذي يشق عددا من المدن بالجهة ( غار الدماء وادي مليز جندوبة بوسالم ) ويتواصل إلى عدد آخر من ولايات الجمهورية وفيضانه المنتظر بحسب الكميات الكبيرة من الثلوج قد يهدد باجتياح عدد من المدن والإضرار بالمساكن والفلاحة . والملحوظ منذ أيام أن منسوب هذا النهر عرف ارتفاعا بسبب كميات الأمطار الغزيرة التي عرفتها الجهة منذ أيام فما السبيل للتصدي لعصيانه وفيضانه المنتظر من حين لآخر ؟ خطة جهوية المسألة لم تكن افتراضية بل حتمها الوضع والواقع الذي تعيشه الجهة وهو ما حدا بالمندوبية الجهوية للفلاحة والموارد المائية باتخاذ خطة جهوية للتصدي لأي طارئ من هذا النوع وذلك بتوفير التجهيزات المناسبة من جرافات وغيرها وتخصيص فريق مراقبة دائمة لمنسوب مياه السدود والأنهار وبخاصة مجردة وملاق . مصادر المندوبية الجهوية للفلاحة أكدت « للشروق» أن الوضع تحت السيطرة وحالة التأهب متواصلة كما أضافت بأن الثلوج الذائبة ستستقبلها السدود دون أي مشكل لأن المخزون الإضافي لمختلف سدود الجهة قادر على احتواء هذه الكميات كما أن الربط التقني بين سدود بني مطير وبربرة وبوهرتمة عن طريق عمليتي التنفيس والتفريغ ممكنة وهي رهن مثل حالات الطوارئ . أما في ما يتعلق بنهري مجردة وملاق فإن خنادق الصرف والتقليص من المنسوب ستكفل عدم الوصول لحالة الفيضانات إن حصلت . هاجس خوف المواطن من السدود والأنهار التي قد تتحول بمفعول ذوبان الثلوج إلى كارثة حقيقية له مبرراته و حالة التأهب لكل طارئ من قبل المصالح الجهوية قد يزيل عنه مثل هذا الهاجس والأمل أن تمر عملية ذوبان الثلوج مرور الكرام حتى لا تتعمق المأساة وتكثر آلام الجهة التي عانت ولا تزال من قساوة الطبيعة ومخلفاتها .