أفاد مدرب غانا غوران ستيفانوفيتش في تقرير نشر في 24 شباط/فبراير بأن بعض اللاعبين قد لجؤوا إلى أعمال السحر. وهذه عادات ليست جديدة في عالم كرة القدم الأفريقية.يقول مدرب غانا غوران ستيفانوفيتش إنه منذ سنين وإلى يومنا هذا ما زالت الفرق الأفريقية تلجأ إلى السحر والسحرة والمشعوذين طلبا للمساعدة أو لزعزعة الفريق المنافس. وفي تقرير نشرته بي بي سي في 24 شباط/فبراير اتهم الخبير التقني الصربي بعض لاعبيه باللجوء إلى هذه العادات، المسماة أيضا "جوجو"، خلال منافسات كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت حديثا. واستخدام السحر الأسود في حد ذاته في كرة القدم ليس جديدا بتاتا. لكن الجديد في الأمر هو أنه يستخدم اليوم بين أفراد الفريق نفسه وليس ضد المنافسين، وهذا ما لفت انتباه ستيفانوفيتش الذي بات تسريحه من منصبه وشيكا بعد إقصاء فريق غانا في نصف النهائي من منافسات كأس الأمم الأفريقية أمام زامبيا، المنتخب المصنف بطل أفريقيا. ويرى ستيفانوفيتش الذي شدد في تقريره على الانقسامات العميقة السائدة داخل فريق Black Stars (النجوم السود): "علينا جميعا أن نساهم في تغيير عقليات بعض اللاعبين الذين استخدموا "السحر الأسود" لتدمير بعضهم بعضا". "هذه الأمور كانت دائما موجودة" هذه التصريحات لم تفاجئ أبدا سارفو غيامي، اللاعب الغاني الدولي السابق الذي وصل إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية في 1992. وهو يقول "هذه الأمور كانت دائما موجودة لكن اللاعبين كانوا يستخدمون أعمال السحر الأسود على أنها وسيلة للحماية وجلب الحظ عموما. وقد تحدث إلى وكالة فرانس برس قائلا "لم أسمع أبدا بأن اللاعبين يستخدمونها ضد زملائهم من الفريق نفسه. هذا وضع مشين للغاية". السحر حاضر بدرجة كبيرة في كرة القدم الأفريقية. لذلك فخلال المنافسات الرياضية المهمة التي تنظم في القارة، تلجأ المنتخبات الأفريقية إلى خدمات ساحر أو عراف يستخدم السحر الأسود ويخاطب الآلهة لزعزعة الفريق المنافس. وفي هذا الصدد، تدفن غالبا أشياء تحت أرضية الملعب حيث ستجري المباراة. وإذا وطأ أحد المنافسين بقدميه في المكان الذي دفنت فيه تلك الأشياء فإن توازنه سيختل! بعض المشعوذين يستخدمون أيضا خلال المباريات أنواعا من الشراب وأوراقا ويرددون عبارات سحرية. مثلا خلال كأس أفريقيا عام 2002 التي نظمت في مالي، ألقت الشرطة القبض قبل بضع ساعات من مباراة نصف النهائية بين البلد المضيف والكاميرون على مدرب الأسود التي لا تقهر وينفريد شافر ومساعده توماس نكومو وهما يضعان تميمةً سحرية على أرضية ملعب 26 مارس. وقبل هذه الحادثة بسنتين أبلغ عن تصرفات مشابهة خلال ربع نهائيات كأس الأمم الأفريقية بين السنغال ونيجيريا. وهذه ليست أمورا نادرة الحدوث... السحر الأسود يسيء لسمعة كرة القدم الأفريقية خبير الأنثروبولوجيا أرنولد بانبورغ أنجز تحقيقا عام 2008 موضوعه كرة القدم الأفريقية والدجل. وأشار إلى أن أقوى أشكال السحر في كرة القدم هو الاستعانة بإله مائي يدعى مامي واتا لحماية حارس المرمى ومنع دخول الكرات في شباكه. ويوضح بانبورغ قائلا "للتصدي لذلك ينبغي إلقاء حبة جوز الهند في الملعب، لأنه أكثر ما يحب أكله مامي واتا". ومن جهته رأى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم أن استخدام السحر الأسود يسيء لسمعة كرة القدم الأفريقية والاتحاد يسعى إلى التصدي لهذه العادة. ومن ثم فإن العديد من الاتحادات الأفريقية، مثل الاتحاد السنغالي، تمنع عادات السحر هذه المسماة أيضا التحصين بالشعوذة في محيط ملاعب كرة القدم. المشكلة هي أنه لا يمكن للمؤسسات المعنية بكرة القدم أن تمنع هذه العادات في المرحلة التحضيرية للمباريات. لهذا يرى خالي سامبي، الأستاذ في المعهد الوطني العالي للتربية الشعبية والرياضة (Inseps) والخبير في ممارسات الشعوذة في كرة القدم، في حديث لموقع Rue 89: "حتى لو لم يؤمن لاعب من اللاعبين بنجاعة هذه الأعمال فهو بحاجة إليها لكي يطمئن. هذا يشبه الدواء الوهمي. فمثلا لكي يؤدي اللاعبون مهمتهم على الملعب على أكمل وجه نجدهم يستحمون عدة مرات بطريقة تقوم على السحر فيكون الحمام بواسطة أعشاب وجذور أعشاب. المعتقدات الخرافية في كرة القدم الأوروبية أيضا الفرق الأفريقية ليست وحدها من تلجأ إلى هذه العادات، إذ يستعين لاعبون أوروبيون أيضا منذ زمن بعيد بطقوس ومعتقدات خرافية لجلب قدر أكبر من الحظ خلال المباراة. وكان عالم الحيوانات ديسموند موريس قد طرح من قبل مسألة الدجل في كرة القدم الأوروبية في كتابه "The Soccer Tribe" الذي نشره عام 1981. وفي هذا الكتاب يعرّف موريس مختلف الطقوس مثل تقبيل عارضات المرمى أو فرك مقدمة الأحذية بمشروب الويسكي أو عدم الخروج من الملعب في آخر الصف. ويرى موريس أن بعض هذه الطقوس يمكن أن تبدو غريبة لكنها تقوّي الثقة بالنفس عند اللاعب ومن ثم تعطيه الحماس. وقد صُوّر المدرب الإيطالي جيوفاني تراباتوني وهو يسكب الماء المبارك خلسةً على أرضية الملعب قبل مباراة فريق سكوادرا أزورا في كأس العالم 2002. وهذا المشهد أثار ضجة صغيرة آنذاك. والمدرب الفرنسي لويس فرنانديس أيضا كان يرش الملح في المرمى قبل بداية المباريات. أما اللاعبون فحدث ولا حرج! إذ نجد أن المدافع الإنكليزي جون تيري اعترف عام 2005 أنه يمارس ما لا يقل عن خمسين معتقدا من المعتقدات الخرافية. وكابتن فريق تشيلسي السابق كان دائما يجلس في المكان نفسه في الحافلة ويركن سيارته في المكان نفسه دائما من مرآب ستامفورد بريدج ويستخدم دائما المِبولة نفسها في المراحيض قبل مباريات النادي اللندني حيث يلعب!