حزين و حولي طيوف الأمل تداعب فيّ حنينا بدا كشمس أصيل وراء الجبل و في كلّ ركن تهاوت شظايا و في كلّ جرح نزيف تمادى فكيف الولوج لقلب الزّمن و كيف المجيء بفصل ربيع يخضّب فيّ دموعا هوت بعطر الزّهور و لون القبل ***** حزين أنا كطفل صغير أضاعت يداه بقايا اللّعب فراحت هشيما بين الثّنايا و بات حزينا يواري الغضب يلملم بين يداه الصّغيرة بقايا فتات لقلب كسير و يحلم كون الثّنايا تعود بحورا تعجّ بكل اللّعب ***** حزين و حولي ضباب كثيف يواري عنّي مباني المدينة و ينشر حولي ظلام مخيف فكيف الدّخول لقلب المدينة و كيف المسير بكلّ الشوارع بدون دليل بدون تعب ***** و يكبر فيّ الحلم سلاما يغطّي عنّي سماء المدينة فيهوى النّدى أسير الثّرى و يعلو السّنا بكلّ الزوايا فيرتدّ عنيّ الحزن مدى كسير الجناح مهيض السّبب ***** حزين أنا وفيّ جموح لخرق الصّدى و حتف المنايا و نسف الزّمن و ألقى بنفسي جنون الهوى كلقيا الرّياح رذاذ المطر فلا الرّيح يحنو للمس النّدى و لا القطر ينجو بوطء الثّرى و كل يلاقي جحيم الفتن ***** فكيف الولوغ بقلب السّكينة ودرء الخطايا و دفع الخطر و حول وجودي خطوب سجت يلون الضّحايا و عطر الكفن ***** حزين أنا كطير نأى أصابه عصف بفصل خريف تكوّر بردا كقطن لفيف و راح يعاني شرود الرّؤى ......... و يسلو بذكرى صفاء الرّبيع لطلق الفضاء و نسم حفيف لنور الصّباح و شدو الضّحى ***** فكيف المجيء بفصل ربيع و كيف الحياة بدون شتاء يبلّل فينا عروق الدّماء و يمسح عنّا غبار الخريف..... السّجن المدني برج الرّومي بنزرت في 1996 صاحب القصيدة: جمال الدّين بنبلقاسم العمل: مهندس أول بالشركة التونسيّة للكهرباء والغاز سجين سياسي سابق