أعلنت ثلاثة أحزاب اسلامية جزائرية رسميا هنا اليوم تشكيل تحالف للدخول بقوائم موحدة في الانتخابات التشريعية المقررة في العاشر من مايو المقبل. ووقعت (حركة مجتمع السلم) و(حركة النهضة) و(حركة الاصلاح) على ميثاق (تكتل الجزائر الخضراء) الذي يقوم على عشرة مبادئ تتعلق بالدفاع عن الاسلام وقيم العروبة والأمازيغية والهوية الجزائرية والتداول السلمي للسلطة والحريات الفردية والجماعية والسيادة الوطنية والاحترام المواثيق والعهود الدولية. وأكدت الأحزاب الثلاثة احترام النظام الجمهوري للدولة الجزائرية في خطوة تهدف الى التقليل من حجم المخاوف التي تطرحها بعض الأحزاب والتيارات الديمقراطية في الجزائر بشأن عدم احترام الاسلاميين للنظام الجمهوري والدولة المدنية في حال تسلميهم لمقاليد الحكم في الجزائر. ويركز التكتل الاسلامي على 24 هدفا أبرزها استكمال مسار المصالحة الوطنية وترسيخ قيم المواطنة واشاعة الحريات الفردية والجماعية السياسية والمدنية وتحرير المنافسة السياسية ورفع كل الاكراهات على الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني واصلاح القوانين وتقوية مكانة الجزائر الدولية والاقليمية ومكافحة الفساد والفقر والبطالة والتهميش وتحقيق التنمية وتشجيع المبادرات الاقتصادية الخاصة ودعم التكافل الاجتماعي واصلاح التعليم. وفي الشق الدولي يركز التكتل الاسلامي على تحقيق اتحاد المغرب العربي ونصرة القضية الفلسطينية بكل الوسائل المادية والمعنوية ومراجعة العلاقات الدولية للجزائر وفق توازن المصالح واحترام الخصوصيات لكل دولة. وقال رئيس (حركة مجتمع السلم) أبو جرة سلطاني ان "هذا التكتل لا يستهدف مواجهة أي طرف سياسي في الانتخابات التشريعية المقبلة أو ما بعدها". وأكد أن عهد تخويف الداخل والخارج بالاسلاميين انتهى ولم يعد صالحا استعمال الاسلاميين كفزاعة مشيرا الى أن هذا التكتل يؤسس لتجربة سياسية جديدة في الجزائر تقوم على السعي للانتقال من تجربة الديمقراطية الانتقالية في ظروف استثنائية كالتي شهدتها الجزائر الى ديمقراطية حقيقة توسع هامش الحريات. وقال أمين عام (حركة النهضة) فاتح ربيعي ان "هذا التكتل يمثل خطوة على طريق اعادة تأسيس العمل السياسي في الجزائر" مؤكدا أن هذا التكتل لم يأت ضد جهة أو مناوئا لأخرى وانما هو اجتهاد سياسي مقصده هو تحقيق تطلعات الشعب الجزائري ورفاهيته ورفعته بين الأمم والشعوب. وأضاف أن "الجزائر لا يجب أن تكون حالة نشاز في محيطها العربي والإقليمي وبهذه الخطوة أردنا أن نوفر أجواء سانحة للجزائريين للتعبير الحر من خلال صناديق الاقتراع ليحققوا طموحهم في اقامة دولة جزائرية ديمقراطية واجتماعية". وقال أمين عام (حركة الصالح) حملاوي عكوشي أن "هذا التكتل ليس لمواجهة أي طيف سياسي آخر ولكنه يهدف الى ترسيخ الديمقراطية وصيانة الحريات" مشيرا الى أن "هذا التكتل من شأنه أن يدفع بالشباب والناخبين على التوجه في العاشر مايو المقبل الى صناديق الاقتراع والحد من العزوف الانتخابي".