قال الاسلامي عبد الله جاب الله الذي ابعدته السلطات من زعامة حركة الاصلاح الوطني المعارضة في الجزائر ان الحكومة اضرت بامكانية تحقيق تغيير بالطرق السلمية. وأضاف جاب الله الذي كان يقود اكبر حزب اسلامي في البلاد في مقابلة مع رويترز يوم الثلاثاء ان السلطة ستزيد من عزلتها تجاه المواطن العادي بعد ان بدات البلاد تتعافى من سنوات من العنف ان هي واصلت التضييق على الطبقة السياسية. وقال لرويترز "عندما تمنع جاب الله من أي نشاط سياسي فانك بذلك ترسل اشارات بانه لا امل في تغيير الامور عبر النشاط السياسي السلمي وان النظام يركز السلطات في ايديه." وتابع "يمكنك ان تتخيل بسهولة عواقب مثل هذا السلوك على الشعب. نحن بعيدون عن النظام الديمقراطي." وكان جاب يرد على قرار لوزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني يعتبر جاب الله بانه لم يعد رئيسا لحزب حركة الاصلاح الوطني لانه لم يعقد مؤتمرا مثلما ينص القانون. واعتبر مراقبون ان القرار استهدف منع حركة الاصلاح من المشاركة في انتخابات تشريعية مقررة في السابع عشر من مايو ايار لان جاب الله يتمتع بشعبية كبيرة في الحزب. وكان جاب الله مؤسس حركة الاصلاح شكا من ان السلطات منعته من عقد المؤتمر. واثبتت الوقائع ان للاسلاميين تاثير كبير على نتائج الانتخابات. واندلعت أعمال عنف في البلاد عام 1992 عندما الغت السلطات نتائج الدور الاول لانتخابات تشريعية كانت الجبهة الاسلامية للانقاذ على وشك احراز فوز ساحق فيها. وسقط ما يصل الى 200 الف قتيل منذ ذلك الحين. وهدأت أعمال العنف في الاعوام الاخيرة بعد العفو عن العديد من المتشددين. واستفاد معظم قادة جبهة الانقاذ من العفو لكن لا يمكنهم ممارسة اي نشاط سياسي. ويرفض جاب الله العنف لكنه يشاطر الاسلاميين فكرة اقامة دولة تعتمد على الشريعة الاسلامية. وقال انه في حال استمرار النظام في غلق المجال السياسي فان العنف سيستمر. واضاف "عدم معالجة جذور الازمة يعني انه ما زالت هناك امكانية لاعادة سيناريو العقد الماضي وان كان ذلك بدرجة اقل. العمليات الاخيرة (هجمات المتشددين) تظهر ان انه لم تتم تسوية الامور بعد." واضاف جاب الله ان السلطات تحركت تجاهه لعلمها ان تنظيم انتخابات نزيهة سيفضي الى تامين الاغلبية من جانب حركة الاصلاح الوطني التي تحوز حاليا 43 مقعدا من اجمالي 389 مقعدا في المجلس الشعبي الوطني (مجلس النواب). ومضى يقول "النظام له مشاكل مع كل الاحزاب التي تتمتع بمصداقية وليست اداة في ايديه." وقال ان مزيدا من التضييق على الساحة السياسية سيعمق الهوة بين الحكومة والشعب ويزيد من قوة الاسلاميين. وتابع "سيكون النظام اكثر عزلة. سيزيد الغضب بين المواطنين وفي نهاية المطاف فان الجزائريين سيؤيدون المعارضة." ومن المرجح أن يتولى جناح معارض لجاب الله الترشح باسم حركة الاصلاح في الانتخابات المقبلة لكن جاب الله قال انه سيناشد الجزائريين مقاطعته. من الامين شيخي ووليام ماكلين