وضع مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بما فيه روسيا والصين يوم الاربعاء ثقله وراء مساعي كوفي عنان مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية لانهاء الصراع الدامي في سوريا في لحظة وحدة دولية نادرة في مواجهة الازمة السورية المستمرة منذ عام. وهدد بيان وافق عليه أعضاء مجلس الامن الخمسة عشر بالاجماع سوريا باتخاذ "المزيد من الاجراءات" التي لم يحددها في حالة عدم التزامها باقتراح السلام الذي قدمه عنان والذي يدعو لوقف اطلاق النار والسماح بحرية التحرك لمنظمات الاغاثة الانسانية. وعلى الرغم من تخفيف البيان الاصلي الذي قدمه الغرب بناء على طلب روسيا وإزالة أي إنذارات محددة فان موافقة القوى الكبرى مجتمعة على المقترح تمثل ضربة قوية للرئيس السوري بشار الاسد الذي يقاتل من اجل البقاء في السلطة في مواجهة انتفاضة شعبية. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في واشنطن "نقول للرئيس الاسد ونظامه - ومعنا بقية المجتمع الدولي - اتخذوا هذا المسار والتزموا به او واجهوا المزيد من الضغط والعزلة." وفي ضغوط جديدة قال دبلوماسيون بالاتحاد الاوروبي ان حكومات الاتحاد تنوي فرض عقوبات على أسماء الاسد زوجة الرئيس السوري يوم الجمعة وهو ما يعني انها لن تتمكن بعد ذلك من السفر الى الاتحاد الاوروبي او الشراء من متاجر في دوله باسمها. وتأتي هذه العقوبات - التي ما زالت تحتاج الى موافقة وزراء خارجية دول الاتحاد - بعد ان اصبحت اسماء الاسد البريطانية المولد مركز اهتمام وسائل الاعلام بعد نشر رسائل بريد الكترونية حصلت عليها صحيفة الجارديان البريطانية تظهرها بصورة من تنفق عشرات الالاف من الدولارات على شراء السلع الرفاهية على الانترنت بينما تغرق سوريا في اراقة الدماء. وتقول الاممالمتحدة ان 8000 الاف شخص على الاقل قتلوا منذ بدء الانتفاضة مع تصاعد العنف خلال الاسابيع الاخيرة مع قيام القوات الحكومية بقصف البلدات والقرى المتمردة في مسعى للقضاء على المعارضة المسلحة بأسلحة خفيفة في معاقلها. وحققت قوات الاسد مكاسب في مواجهة مقاتلي المعارضة في أنحاء البلاد خلال الاسابيع القليلة الماضية لكن لا توجد مؤشرات على انحسار العنف ويتوقع محللون ان تغير المعارضة المسلحة خططها لتتبنى اسلوب حرب العصابات. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ان 21 مدنيا قتلوا في سوريا يوم الاربعاء أغلبهم في قصف قامت به القوات الحكومية على بلدات بمحافظة حمص بوسط سوريا. واطلق الجيش قذائف المورتر على حي الخالدية بحمص كما استهدفت قذائف مدفعية بلدة الرستن الى الشمال من مدينة حمص. كما اظهر تصوير بالفيديو قصفا لمنطقة قلعة المضيق التاريخية. وقال نشطاء المعارضة ان الجيش وجه يوم الأربعاء نيران الدبابات والمدفعية والمدافع المضادة للطائرات الى ضاحيتي حرستا وعربين اللتين تسكنهما أغلبية سنية واستعادتهما قوات الاسد قبل شهرين من مقاتلي المعارضة لكنهما شهدتا تجددا لعمليات المقاتلين في الايام القليلة الماضية. واوردت وكالة الانباء العربية السورية انباء جنازات سبعة من عناصر الامن قتلوا في الاشتباكات. ولا يمكن التحقق من الانباء الواردة من سوريا بشكل مستقل بسبب حظر المسؤولين لعمل الجماعات الحقوقية والصحفيين. وكانت روسيا والصين قد استخدمتا حق النقض في مجلس الامن (فيتو) على مسودتين لقرارين سابقين كانا سيدينان دمشق كما قاومتا دعوات من دول عربية وغربية للاسد بالتنحي. لكن في مواجهة غضب دولي متصاعد بسبب اعمال العنف وافقت الدولتان على ما سمي "بيان رئاسي" وهي وثيقة في العموم ليست ملزمة لكنها تتطلب تأييدا بالاجماع في مجلس الامن.