وكالة نوفوستي- الفجرنيوز:قامت وحدتان من الوحدات البحرية التي أرسلتها روسيا إلى البحر الأبيض المتوسط في نهاية عام 2007 بزيارة عمل إلى القاعدة الرئيسية للقوات البحرية التونسية في بنزرت. واعتبر سفير روسيا لدى الجمهورية التونسية ذلك حدثا جليلا ذا مدلول كبير يصب في إطار تدعيم وتوطيد العلاقات القديمة التي تربط روسياوتونس. وكانت المرة الأخيرة التي زار فيها البحارة العسكريون الروس بنزرت في عام 1991. وبشكل عام اعتبر دخول المجموعة الكبيرة من الوحدات البحرية الروسية إلى البحر المتوسط الذي لم ير علم البحرية الروسية منذ فترة طويلة بمثابة الخطوة الإيجابية في اتجاه توطيد مواقع روسيا في مجال السياسة الخارجية وترطيب الأجواء الدولية عموما وفي منطقة الشرق الأوسط خصوصا التي تئن من ثقل النزاعات والصراعات القديمة وأصبحت كغيرها من مناطق العالم تواجه خطرا جديدا هو الإرهاب. ويقول السفير اندريه بولياكوف إنه يطيب له أن يرى الاستقرار في الجمهورية التونسية التي تواصل بقيادة الرئيس زين العابدين بن علي مسيرتها الحافلة بمنجزات. ولا غرو، والحالة هذه، أن تجتذب تونس المزيد من السياح بمن فيهم الروس. واحتفلت روسياوتونس بالذكرى الخمسين لإقامة علاقات دبلوماسية في عام 2006. ويوجد في تونس ما يعتبر رمزا شامخا للتعاون الروسي التونسي المشترك المثمر. وشهد التعاون الروسي التونسي انحسارا حينما هبت رياح التغيير في روسيا في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي. لكن العلاقات الروسية التونسية لم تفقد القابلية للاستمرار والتطور. ومن المنتظر أن يعطي الاجتماع الثالث للجنة الوزارية الروسية التونسية المشتركة دفعا قويا للتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري الذي ارتفع حجمه بنسبة تقارب 30 في المائة خلال العام المنصرم. ويحقق التعاون الثقافي أيضا نهضة. ويكفي شاهدا على ذلك أن تحظى الفرقة الروسية للرقصات الشعبية التي تعرف باسم مؤسسها "إيغور مويسييف" خلال جولتها الفنية في تونس في صيف 2007 بإعجاب وتقدير عال من قبل الجمهور الذي تفاجأ بما قدمته الفرقة من رقصات متميزة. ولا تزال تونس تحتضن جالية روسية منذ أن وصلها جمع من الروس على متن 33 سفينة عسكرية في عام 1920 بمن فيهم اناستاسيا، ابنة قبطان إحدى هذه السفن. واحتفلت السيدة اناستاسيا شيرينسكايا - مانشتين بعيد ميلادها ال95 في عام 2007. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واحدا ممن توجهوا إليها بتهانيهم الحارة.