اختتمت مساءالأحد 26 مارس 2012 فعاليات الملتقى الوطني لشباب حركة النهضة الذي التأم من 22 إلى 26 مارس بقصر أولاد دباب تطاوين تحت شعار "العمل الشبابي بين واجب المبادرة و الوعي بالتحديات" هذا و قد افتتحت أشغال الملتقى بمحاضرة أشرف عليها الأستاذ و الخبير العالمي في التطوير الإستراتيجي "مفيد الكراي" حول طرق و أساليب تخصيب العقل البشري خاصة لدى فئة الشباب التونسي للنهوض بالمشروع اللإسلامي . و أكد في هذا السياق على أهمية تفعيل الطاقات و ضرورة التحلي بروح المبادرة الفعلية التي تنطلق من الذات و استشراف النظرة المستقبلية. كما شدد السيد "محمد صالح الصغير" عضو المجلس التأسيسي عن ولاية تطاوين على دور الشباب في بناء الهرم الإسلامي و الرقي بالمشروع الفقهي و الإلتزام بالمساجد و الدروس الدينية ، و بين أن هذا الملتقى يمثل فرصة للتلاحم بين الشباب و حول مقاصد الشريعة الإسلامية أثث الأستاذ " رشيد الطباخ" مدير إذاعة الزيتونة، دورة تكوينية أوضح فيها أن الإسلام في المفهوم العام يشهد اختلاف في الرؤى بين الأصول و الفروع بما يعني العقيدة والفقه. و بين أن الخطوط العريضة للعمل الإسلامي من شأنه أن يحافظ على استقلالنا و مناعتنا موضحا أن المعنى الصحيح للإسلام لا يستقيم إلا بالحرية و ضمان الحقوق و الحريات مؤكدا في الآن نفسه"لانستطيع أن نتقدم دون التنصيص على الشريعة دستوريا لتحقيق الكرامة و الحرية. هذا كما أكد على ضرورة الحفاظ على الهوية الإسلامية التي تعتبر " قضية وجود " على حد تعبيره، مضيفا أن المشروع الإسلامي كله خير و كرامة و علينا أن نستنجد من تراثنا و نستلهم من السلف الصالح . ثم كان شباب الملتقى في موعد مع دورة ثانية مع الشيخ و الدكتور "محمد بوزغيبة" حول " الإبداع و المبادرة ضرورة شرعية" . و أكد فيها أن الدور يعود اليوم للشباب في المبادرة بالأفكار و المشاريع المستقبلية بما يتماشى و المشروع الإسلامي في كافة الميادين مع ضرورة الإبداع الذي يكمن في مثل هذه الملتقيات و مثل هذه المحاضرات. هذا إلى جانب ضرورة تكييف المشروع و العمل الإسلامي تكييفا شرعيا مستمدا من القاعدة الاصولية إضافة إلى الوعي بأهمية المبادرة بالنصيحة و القدرة على الجاهزية لدى الشباب بالتوعية و الإقناع و المبادرة بالإبداع. كما أكد في سياق متصل أن الإسلام شريعة مبنية على قيم و مرتكزات و اصول و علوم و لها مقاصدها و ظوابط فقهية كماأثث الأستاذ " الفيتوري بالريش" محاضرتين بعنوان "الرؤية الفكرية و المنهج الاصولي" بين المراحل التي يمر بها المشروع الإسلامي مشددا في هذه المرحلة على دور الشباب في القيادة و المبادرة ، مبرزا المنهج الذي يقوم عليه المشروع الإسلامي و المتمثل في قرانية الخطاب باعتباره رمز للمرجعية الإسلامية إضافة إلى ضرورة التوفيق بين العقل و الوجدان و تجديد علاقتنا بكتاب الله عقلا و وجدانا. و أكد في هذا الإتجاه أن الرؤية الفكرية هي المحددة للانتماء للمشروع الإسلامي انطلاقا من مركزية العقيدة في الفكر الإسلامي و ضرورة البناء العقائدي الذي يمثل الحجر الاساس، هذا إلى جانب ضرورة أن تبنى العقيدة على اليقين و الواقعية . و مثلت المحاضرة التي القاها الدكتور " عبد القادر الونيسي" ضمن أشغال الملتقى الوطني لشباب حركة النهضة بتطاوين فرصة لإعادة تدارس شروط تطبيق الشريعة و تنزيلها. و أكد أن الشريعة الإسلامية هدفها جلب المصالح و إصلاح حال الناس بما تعنيه الإستقرار المادي و المعنوي مبرزا شروط تطبيق الشريعة كما أشار في خطابه إلى أن الشورى تعد من أهم ثوابت الشريعة و تطبيقها. هذا و أكد الونيسي أن الشريعة الإسلامية اليوم مطبقة بنسبة 80 بالمائة على حد تعبيره، بما تعنية من معاني العدل و الحرية و توزيع الثروات، مؤكدا على ضرورة أن نمتلك الجهد البيداغوجي لتنزيل و تطبيق الشريعة و أشار في ختام حديثه أن الشريعة هي مطلب عالمي و ستطبق في نهاية المطاف. هذا و يذكر أن الملتقى تخللته ورشات تكوينية للفرق حول رؤية الشباب للمشروع الإسلامي مستقبلا إضافة إلى عديد الأناشيد و المحطات الترفيهية داخل الملتقى، في أجواء أخوية ميزتها اللحمة الجماعية و التقارب بين الشباب من مختلف الجهات جمعهم هدف موحد حب الله و خدمة المشروع الإسلامي.