لندن : لا زالت ردود الفعل تتوالى حول مصافحة شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي للرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس على هامش مؤتمر حوار الاديان الذي عقد في نيويورك الشهر الماضي. وطالب نائب بالبرلمان المصري بتنحية طنطاوي من مهام منصبه، وتقدم النائب مصطفى بكري، رئيس مجلس إدارة وتحرير صحيفة 'الأسبوع' القاهرية المستقلة، بطلب إحاطة عاجل للبرلمان المصري أكد فيه أن لقاء طنطاوي بيريس يمثل 'إهانة للمسلمين جميعا وإخلالاً متعمدا بدور ورسالة الأزهر الشريف'. وقال بكري في حيثيات طلب الإحاطة الذي تقدم به 'لقد جاء اللقاء بمثابة صدمة للكثيرين حيث مثل أبلغ إساءة للأزهر ودوره وقدسيته في العالم الإسلامي، وقد مثل هذا اللقاء تطبيعا واضحا مع العدو الصهيوني من قبل مؤسسة الأزهر وهو أمر يخل بدور الأزهر في قيادة العالم الإسلامي والدعوة نحو القيم الإسلامية الأصيلة'. وأشار بكري إلى أن شيخ الأزهر تعمد 'أن يلتقي العديد من حاخامات اليهود وفي مقدمتهم حاخام إسرائيل الأكبر (لاو) في وقت سابق'. وطالب بكري في بيانه بتدخل الرئيس المصري محمد حسني مبارك لتنحية شيخ الأزهر عن مهام منصبه وإجباره على ذلك، حيث إن القانون المصري يمنع عزله. كما طالب النائب المصري رئيس البرلمان المصري فتحي سرور بعرض الأمر فورا على البرلمان (مجلس الشعب) لخطورته في حضور رئيس مجلس الوزراء أحمد نظيف. الى ذلك فجرت الصحافة الاسرائيلية مفاجئة من العيار الثقيل حيث قالت إن شيخ الأزهر هو الذي بادر بمصافحة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس أثناء فعاليات مؤتمر حوار الأديان. وقالت صحيفة 'هآرتس' إن طنطاوي وبيريس تقابلا خلال وجبة عشاء، وأكدت أن شيخ الأزهر هو من تقدم للسلام على الرئيس الإسرائيلي، وان الاثنين وقفا دقائق وتبادلا الحديث. ومن جهتها أوردت صحيفة 'معاريف' أن معلوماتها تؤكد أن شيخ الأزهر هو الذي توجه بداية إلى الرئيس الإسرائيلي كي يسلم عليه. وأضافت 'معاريف'(التي وصفت طنطاوي بأنه موظف عمومي عينه الرئيس المصري حسني مبارك) أن شيخ الأزهر أدار 'حديثا وديا' مع بيريس. وذكرت الصحيفتان أن صورة المصافحة التي نشرتها وسائل الإعلام المحلية والدولية 'أثارت عاصفة' في القاهرة، وجلبت على الشيخ طنطاوي انتقادات واسعة وصلت إلى حد المطالبة بإقالته من منصبه، حسب 'هآرتس'. وقالت إن صورة المصافحة جعلت طنطاوي متهما بأنه 'كمن منح ظاهرا تسويغا لقتلة الفلسطينيين'، ونقلت قول النائب السابق وأستاذ العلوم السياسية في إحدى الجامعات المصرية جمال زهران 'لا أصدق الصورة التي يصافح فيها الرجل الذي قتل وسلب وطرد وأحرق إخواننا في فلسطين، ويجب تقديمه إلى المحاكمة على جرائم حرب'. كما أوردت قول رئيس كتلة الإخوان المسلمين في البرلمان الدكتور حمدي حسن 'هذه إهانة كبيرة للشعب المصري ولكل شهداء غزة'. وقالت إن طنطاوي رد على من انتقدوا مصافحته بيريس بالقول إنها 'مصافحة عابرة' وإنه صافحه دون أن يعرفه، مضيفة أنه قال 'عشرات الأشخاص مروا علي وصافحت كل من مد يده، صافحته (يقصد بيريس) دون أن أعرفه'. وبدورها ذكرت 'هآرتس' أن طنطاوي قال 'صافحت كل من مد لي يده، ومن بين هؤلاء كان شمعون بيريس، الذي لم أعرفه وصافحت يده صدفة مثلما صافحت أيدي الآخرين'. ونقل موقع الصحيفة على لسان طنطاوي تأكيده لصحيفة 'المصري اليوم' أنه لم يتحقق من بيريس لدى مصافحته، مضيفة أنه استنكر على من انتقدوه قائلا 'وإذا عرفته، فهل مصافحتي له تخرجني من الملة؟'.