عقدت جمعية مناضلات تحدين القضبان يوم السبت 7 افريل 2012 مؤتمرها التاسيسي بداية من الساعة الثالثة بعد الظهر بنزل كلاكسي بطريق سكرةبصفاقس وقد حضر المؤتمر عدد كبير من المناضلات ومن عائلاتهم و3 عضوات من المجلس التاسيسي وهن السيدات سلاف القسنطيني وحنان ساسي وكلثوم بدر الدين وحضر ايضا السيد الهادي التريكي مستشار وزير التشغيل وعدة وجوه اعلامية وعدة جمعيات من داخل صفاقس وخارجها . وقد افتتح المؤتمر بتلاوة القران الكريم ثم تلتها كلمة السيدة نجاة القابسي رئيس الجمعية التي رحبت بالحضور ثم اكدت أنه تعلن بكل فخر واعتزاز عن تأسيس جمعيتهن التي تضم مناضلات تحدين الحديد والنار مناضلات واجهن الظلم والقهر والعنف لا لشيء سوى لأنهن تمسكن بمبادئهن وهويتهن وناضلن من اجلها. واكدت على أن الجمعية انبثقت من رحم المعاناة وراء القضبان في زمن الطغيان انبثقت من رحم الألم والأمل • وأضافت بان نظام الاستبداد والقمع ظن انه غرس فيهن الياس والقنوط من خلال ممارساته الوحشية ومن خلال فرض سنوات من المراقبة الإدارية التي لم يكن منصوص عليها بأحكام العديد منهن. وبأن جمعيتهن وليدة انفراج الأزمة وانبلاج صبح جديد وهي انتصار الحق على الظلم والعنفوان على الطغيان والنضال على القضبان وبأنها تسعى إلى رد الاعتبار للمرأة المناضلة التي وقع اضطهادها وتعذيبها وتجويعها بسبب أفكارها وقيمها المناهضة لفلسفة النظام السابق . وبينت أن الهيئة المديرة تضم كل من : السيدة نجاة القابسي رئيس الجمعية*السيدة ليلى اللجمي نائب رئيس*السيدة عفاف عبد الكافي كاتب عام * السيدة فائزة اللجمي مساعد كاتب عام*السيدة عواطف المزغني أمين مال *السيدة نصاف الشريف أمين مال مساعد والناطق الرسمي باسم الجمعية*السيدة حياة المدنيني المكلفة بالعلاقات العامة *السيدة أسماء السويسي المكلفة بالإعلام والسيدة تيسير بودبوس المنسق العام. وأنه من أبرز أهداف الجمعية: توثيق تاريخ المناضلات ورد الاعتبار لهن والعمل على تفعيل العفو التشريعي العام والإحاطة النفسية والاجتماعية ببعض المناضلات والمساهمة في إصلاح المنظومة السجنية . وأنه لتحقيق هذه الأهداف تم إحداث عدة لجان وهي : *لجنة التوثيق *لجنة الإحاطة النفسية *لجنة العمل الاجتماعي *لجنة الإعلام *لجنة العمل السياسي وإصلاح المنظومة السجنية. وتعمل هذه اللجان كلها فيما بينها بكل تكامل وتوافق. وفي الأخير وجهت تحية إكبار ومحبة لأمهاتهن وآبائهن وأخواتهن وأزواجهن وأهالي ازواجهن وأبناءهن ولكل من وقف إلى جانبهن في محنتهن فأخذ بأيديهن وأنار لهن السبل واعتذرت لهم جميعا عن الألم الذي طالهم بسببهن من غير قصد منهن فرغم أنهن كن ضحايا فقد كن جلادات لهم عن غير قصد . كما شكرت كل من ساهم في تحقيق حلمهن ومهد لهن المسالك لإخراج جمعيتهن من ظلمات القضبان إلى نور العرفان وتجسيدها على ارض الواقع لتعمل مع العديد من الجمعيات المناضلة الداعية إلى كشف الحقيقة وتحقيق العدالة الانتقالية التي لن تتحقق إلا من خلال المساهمة الجادة للضحايا في رسم خارطتها . ثم تداول على أخذ الكلمة كل من الشيخ عبد العزيز الوكيل والسيدة سلاف القسنطيني عضو المجلس التاسيسي والسيد محمد حمزة رئيس فرع جمعية العدالة ورد الاعتبار بصفاقس والسيد عبد الحميد فتحي اديب مصري والسيد الهادي التريكي مستشار لدى وزير التشغيل والسيدة كلثوم بدر الدين والسجينة السياسية ليلى اللجمي التي كابدت معاناة الفرار لاكثر من سنتين قضتها هاربة من بيت الى بيت ومع كل طرقة باب يخيل اليها انه قبض عليها. وقد هنأ المتدخلون المراة المناضلة بتاسيس هذه الجمعية وابرزوا الدور التاريخي الذي لعبته المراة المناضلة خلال سنوات الجمر وحجم المعاناة التي لاقتها سواء هي او عائلتها واعتبروا ان تاسيس جمعية مناضلات تحدين القضبان سيدفع بالعمل الجمعياتي نحو الامام وسيساهم في تحقيق العدالة الانتقالية المنشودة. وختم المؤتمر بتلاوة البيان التاسيسي للجمعية وتاكيد رئيس الجمعية نجاة القابسي على ان جمعيتهن تضمن سجينات سياسيات تم توقيفهن والزج بهن في غياهب السجون منذ اكثر من عشرين سنة مما يؤكد على ان المراة قد اضطلعت بدورها السياسي الى جانب الرجل واضافت ان آلة القمع التي سمتها بجرافة القمع جرفت المناضلات بمختلف مستوايتهن فقد سجنت التلميذة والطالبة والعروس حديثة الزواج والمناضلة الحامل والام المرضعة والام لستة ابناء وحتى القاصرات تم سجنهن بمراكز الاصلاحية ختمت انهن غير نادمات على اختيارهن للطريق النضال اللاتي سرن به وان التاريخ لو اعاد نفسه سيخترن نفس الطريق ليسرن به . وقد كان المؤتمر التاسيسي ناجحا انطلاقا من الحضور المكثف للمراة المناضلة ومن خلال اعضاء المجلس التاسيسي ومن خلال تواجد عدة وجوه اعلامية وحضور عدة جمعيات من داخل صفاقس ومن خارجها .