أكد مسؤولون وخبراء في مجال الصيرفة الاسلامية والتقليدية تزايد أهمية الدور الذي باتت البنوك والمؤسسات المالية الاسلامية تلعبه في اقتصادات دول المنطقة ومن بينها الكويت . وقال أحمد الياسين أحد رواد العمل المصرفي الاسلامي في كلمة له في المؤتمر الثامن للمؤسسات المالية الاسلامية الذي بدأ في الكويت أمس ان المؤسسات المالية الاسلامية حسب آخر الارقام اصبحت تدير أكثر من 400 مليار دولار في ظل توقعات بنمو كبير ومتواصل لهذه الاصول خلال السنوات المقبلة. وأضاف الياسين ان ما وصلت اليه هذه المؤسسات جاء نتيجة لسلامة المنهج الذي اتبعته والتزامها بأسس الشريعة الاسلامية، موضحاً ان العلاقات المالية بين البشر تقوم على مبدأ العدل والاحسان وانطلاقاً من مبدأ الصدق والامانة. وأوضح ان المعاملات الاسلامية قامت على هذه الاسس وان “البشرية لو اتبعت هذه الأسس لسلمت من الشرور وابتعدت عن الربوية”. من ناحيته قال مدير عام بيت التمويل الكويتي محمد العمر في كلمة نيابة عن الجهات الراعية للمؤتمر ان امام صناعة المال الاسلامية فرصة تاريخية في ظل التطورات التي يشهدها العالم اليوم والتي تدعم كل فرص تطور ونمو هذه المؤسسات. وأشار العمر إلى قيام العديد من المؤسسات المالية الاسلامية بالانطلاق نحو مزيد من الاقليمية والعالمية في ظل شح الفرص المحلية مؤكداً انه لم يعد اي من المؤسسات التي تسعى للمزيد من التطور الا هذا الخيار. وقال ممثل بنك الكويت الوطني عبدالله التويجري في كلمة نيابة عن الجهات المشاركة ان العمل المصرفي والمالي الاسلامي في دول منطقة الخليج استفاد من الطفرة الاقتصادية التي تشهدها هذه الدول نتيجة لارتفاع عوائدها النفطية. وأضاف التويجري ان المنتجات والخدمات المالية الاسلامية شهدت خلال السنوات الاخيرة اقبالاً ملحوظاً ضارباً المثال بالصكوك والتي قدر حجمها حتى سبتمبر/أيلول الماضي بنحو 27 مليار دولار في ظل توقعات ببلوغها الخمسين ملياراً خلال العام الحالي. وحول النشاط المالي الاسلامي في الكويت اوضح انها تعتبر من ابرز دول العالم في هذا الاطار حيث تتواجد على ارضها حالياً 37 شركة مقارنة مع 14 شركة قبل 3 سنوات وان حجم ما تديره هذه الشركات تجاوز الستة مليارات دينار تمثل أكثر من 40 في المائة من اجمالي ما تديره الشركات الاستثمارية في الكويت. وأشار إلى دخول الكثير من المؤسسات المالية التقليدية إلى مجال تقديم خدمات مالية اسلامية ومن بينها بنك الكويت الوطني الذي دخل هذا المجال من خلال بوابة الصناديق حيث يدير حالياً اكثر من صندوق اسلامي.
