فيينا:قال وزير الدولة التونسي المكلف بالشؤون الاوروبية في وزارة الخارجية الدكتور التهامي العبدولي ان الخارجية التونسية اعدت برنامجا حول اعادة انتشار الدبلوماسية التونسية في اوروبا يعكس المبادئ التي قامت من اجلها الثورة رغم الاوضاع المالية الصعبة التي تمر بها البلاد. واضاف الوزير التونسي في ختام زيارته الرسمية الى العاصمة النمساوية فيينا ان تونس قررت رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي لها في هنغاريا لتصبح ممثلة بسفير بدلا من قائم بالاعمال في الوقت الراهن. وذكر ان هناك خططا لانشاء ممثلية تجمع بين سلوفينيا وكرواتيا وتطويرها لاحقا فضلا عن التفكير جديا في دمج سفارتي التشيك مع سلوفاكيا في ممثلية واحدة وبما يخفف من وطاة العمل المفروضة على السفارة التونسية في فيينا التي تشرف حاليا على اعمال البلدين. واشار الى ان هناك توجها برفع مستوى بعض القنصليات في ايطاليا وفرنسا لتصبح قنصليات عامة كما يتم التفكير بجدية في ايجاد سفيرين احدهما للاتحاد الاوروبي والاخر للعلاقات الثنائية مع بلجيكا علاوة على تعزيز حضور تونس في دول الاتحاد السوفياتي السابق بينها فتح قنصلية في اذربيجان باعتبارها دولة نفطية مهمة اضافة الى اعادة النظر في امكانية فتح السفارة التونسية في كييف. وعلى الرغم من اقرار الوزير العبدولي بان المشكلة الرئيسة التي تواجه تونس في عملية الانتشار في اوروبا تتمثل بالدرجة الاولى في شحة الموارد المالية الا انه اكد في الوقت ذاته بان هذه التحديات لن تشكل عائقا امام تطور وانتشار الدبلوماسية التونسية في عموم اوروبا لاسيما في ظل سياسة الانفتاح على شركاء اقتصاديين اخرين كبريطانيا والنمسا ودول اوروبية اخرى. وشدد على ان تونس حريصة ان تكون علاقاتها الخارجية مبنية على الاحترام المتبادل والندية وفق المصلحة والتوافق في صنع القرار. وردا على سؤال حول المخاوف من ان يهيمن على الدبلوماسية التونسية خلال المرحلة المقبلة اشخاص من خارج وزارة الخارجية اكد العبدولي ان السفراء التونسيون سيكونون من ابناء وزارة الخارجية ولن يعود الامر كما كان عليه ايام النظام السابق حيث وصلت فيه نسبة السفراء من خارج الوزارة الى 80 في المئة. واشار الى ان الخارجية التونسية اليوم باتت تعتمد معايير مختلفة تتمثل في الكفاءة وطبيعة احتياجات مختلف المناطق الجغرافية وبما ينسجم مع مصالح تونس الاقتصادية والسياسية. وحول محادثاته مع المسؤولين النمساويين قال ان المحادثات كانت ناجحة بكل المقاييس وتناولت جملة من المشكلات السياسية الطارئة في المنطقة بينها تطورات الاوضاع في ليبيا ومصر وسوريا. كما تطرق في حديثه لكونا الى الزيارات المرتقبة بين النمسا وتونس مشيرا بهذا الصدد الى ان نائب المستشار النمساوي ووزير الخارجية ميخائيل شبنديل ايغير سيزور تونس منتصف الشهر المقبل وان الجانبين بصدد الاعداد لزيارة رئيس الجمهورية النمساوية هاينز فيشر الى تونس. وعن ابرز ما تم الاتفاق عليه خلال زيارته الحالية الى فيينا اشار العبدولي الى سبل تسهيل الحصول على قرض ميسر لتونس تصل قيمته الاجمالية الى 75 مليون يورو. وبين ان هذا القرض تاخر منذ عام 2009 وتم الاتفاق خلال هذه الزيارة على كيفية تجديده وتحويل المبالغ المرصودة له والتي ستكون مخصصة لمشاريع القطاع الخاص في تونس. واكد ان هناك اتفاقا حول هذا الموضوع ومن المقرر ان يتم حسمه خلال زيارة وزير الخارجية النمساوي الى تونس. واعرب عن الاعتقاد بوجود افاق واعدة للتعاون بين تونس والنمسا خلال المرحلة المقبلة وان هناك حاجة ملحة لاعادة النظر في العلاقة بين البلدين لاسيما على المستويين السياسي والاقتصادي. وفيما يتعلق بموضوع جرحى الثورة التونسية و امكانية تقديم مساعدة لتونس في هذا المجال على غرار صربيا التي اعلنت استعدادها لعلاج خمسة جرحى على حساب الحكومة الصربية قال العبدولي ان الحكومة النمساوية تدرس حاليا هذا الموضوع بجدية ووعدوا بالعمل من اجل تحقيق هذا الهدف مثمنا حرص النمسا الدؤوب على مساعدة تونس في عملية الانتقال الديمقراطي في البلاد. وردا على سؤال حول محادثاته مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو قال انه تم الاتفاق على قيام المدير العام للوكالة بزيارة تونس منتصف شهر مايو المقبل والاجتماع مع قادتها السياسيين لتطوير التعاون القائم بين الجانبين. واضاف ان الوكالة ستقوم بمساعدة تونس في بناء مركز لمعالجة الامراض السرطانية في المناطق المحرومة على غرار (سيدي بوزيد) و(سليانة) و(القصرين) وغيرها من المدن الداخلية التي انطلقت منها شرارة الثورة التونسية. (كونا) التاريخ : 16/04/2012