فضيلة الدكتور المجاهد صادق شورو تحية إجلال و إكبار تليق بشموخك اللامتناهي و بهمّتك العالية. إن رسالتك البليغة فهمها كل الأحرار و حتى العبيد و البله فهموها لكن وقعها كان مختلفا عند هؤلاء و عند هؤلاء. لقد وجد فيه الأحرار ذواتهم و خطابهم و كينونتهم و استلهموا منها زادا لا ينبض لمواصلة مسيرة مقارعة الظلم حتى دحضه بلا رجعة عن تونس البهية. أمّا العبيد فقد أسقط في أيديهم، هم الّذين ظنّوا أنّهم قد أخضعوا رقبتك و تمكّنوا من ناصيّتك يأمرونك فتطيع و ينهونك فتنتهي بعد الذي فعلوه معك و مع إخوانك طوال سنوات السّجن العجاف يستفيقون على سيل الحرية الجارف الذي تطلق في كل حركة و سكون و في كل كلمة و سكوت.... يا لها من خيبة ألم يخبروك و إخوانك طيلة 18 سنة و يتعلّموا أيّ طينة من الرّجال أنتم؟؟ يا للغباء...أحسبوا أنّك ستتنازل عمّا لم تتنازل عنه قبل السّجن؟
لقد كان إرسالك واضحا والإلتقاط كان واضحا أيضا 5 على 5: من حقنا أن نتنظّم و من حقنا أن نتكلّم و من حقّنا أن نتنقّل و من حقّنا أن نشتغل و من حقّنا أن نتداوى و من حقّنا أن نُحترم و من حقّنا أن نعارض و من حقّنا أن نختلف مع الحاكم و غير الحاكم و من حقنا أن نخدم بلادنا و من حقّنا أن نعيش بأمان في بلادنا و من حقّنا و من حقّنا و من حقّنا ... برغم الظّلمة
أنت والله حرّ رغم السجن الّذي أودعوك أخي أنت حرّ وراء السّدود أخي أنت حرّ بتلك القيود إذا كنت بالله مستعصما فماذا يضيرك كيد العبيد؟ و لسجّانك أقول: سجنتوا جسم البطل ما سجنتوش الرّوح روحو بحجم الجبل تحمل عنّا لجروح
لقد تألّمنا كثيرا لحرمانك من معايدة أهلك في بيتك و لكننا دعونا لك كثيرا ربّما كما لم نفعل من قبل و ثقتنا في الله بلا حدود في نصرة المظلوم و لو بعد حين. لقد ثبّتّ برسالتك الأحرار فسر على بركة الله فمن أبناء تونس، و لا أقول النّهضة ، مدد لا ينبض لمسيرتك النبيلة.
السّجن لابن الشعب ينخر عظمه و البحر للسّياح و الأغراب ! و القهر لابن الشعب يمقت عيشه و الحكم للباغي و للكذّاب ! "الأمن" لابن الشعب يهدر أمنه و الأرض للصهيوني و الإرهابي ! الجوع لابن الشعب يٌهزل جسمه و القمح و البترول للنّهاب ! الخسف لابن الشعب يهتك عرضه و العِزّ و الإكرام للإ...........بِ ! الويل لابن الشعب أن يتكلّم و الأمر و النّهي إلى "الصّباب" ! السّوط لابن الشعب يٌلهب جسمه و العرض و الأرض إلى الأغراب ! القيد لابن الشعب يدمي معصمهْ و الحاكم الطّاغوت في تسياب ! "العزل" لابن الشعب و هو الأكرم و الفاسق الزنديق في المحراب ! السّخط لابن الشعب، لا حق له و القهر بالرّشّاش و الدّباب ! من حق إبن الشّعب :
من حق إبن الشّعب كسر قيده من حقّه ضرم اللهيب الخابي من حق إبن الشّعب أن يعلو على من ساده من حفنة الأذناب من حقه أن يستردّ مجده أن يٌفلت من قبضة البواب أن يغرف النّور بملء جفنه أن يحي حرا آمن الأعتاب من حق إبن الشّعب دفع الصائل الجاني على الأوطان و السّلاّب من حق إبن الشّعب أن يتمرّد أن "يئد" الحكام في سرداب من حق إبن الشّعب أن يتكلم أن يخطب الناسَ ذوي الألباب من واجب ابن الشعب :
من واجب ابن الشعب أن يتغيُّر ألاّ يضل خامدا كخرابِ من واجب ابن الشعب أن يتحرّك قبل الضّياع لُقمة لذئاب من واجب ابن الشعب بتر أثيمة مٌدّت على الخضرا بسوط عذاب أن يطلب المجد و إن دفع الثّمن قتلا و إهدار دمِ و رقاب ما شعب أٌكرانيا و لا أمثاله حٌرصا على المجد من الأعراب
إني أراه مقبل، يوم دمِ حامي الوطيس مضرم بشباب قل للطّغاة إن تتوبوا فقد مضت سنن الإلاه الغافر التّوّاب أو إن أبيتم إلا قطع رقابنا مٌزّقتموا تمزيق أٌسد الغاب تالله يا أوطان لا يٌسعدك من مهر سوى مزج الدّمِ بتراب