الشراكة وبحث فرص التعاون التونسي الصيني التركي في مجال النقل الحديدي بنية أساسية وأسطولا، كانا محور جلسة عمل هي الأولى من نوعها جمعت كل من السيد عبد الكريم الهاروني وزير النقل والسادة . Zheng Changhongرئيس مؤسسة CSR العالمية أكبر مزوّد لعربات القطار في العالم و Bai Zhongren رئيس مؤسسة SINOMACH العالمية المختصة في البنية التحتية الحديدية و Mehmet Nazif Gunalرئيس مجموعة شركات تركية ( MNG ) كما حضر الجلسة السيد عبد الرحمن قمحة الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية إلى جانب ثلة من إطارات الوزارة وفي مستهل الجلسة اعتبر وزير النقل أن هذا اللقاء يعد حدثا تاريخيا باعتباره يضمّ 3 دول هي تونس الثورة وتركيا الديمقراطية والصين الإزدهار الإقتصادي، ممّا يؤكد إلإرادة السياسية لتونس في انفتاحها على كل دول العالم وتنويع علاقات الشراكة والتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف إلى جانب علاقاتها التقليدية، مقرا في الوقت ذاته بأن عاملي علوية القانون ومناخ الشفافية في تونس اليوم هما الضامنان الأساسيان لاستقطاب المستثمرين الأجانب بما يخدم المصلحة الوطنية ويؤسس لظروف صحّية وطيبة للشراكة . وقدّم السيد كريم الهاروني المؤشرات الطيبة التي حققتها تونس في هذه الفترة الوجيزة في مجالات مختلفة كالسياحة والأمن والإستثمار والمعاملات المالية بالرغم من الضغوطات الإجتماعية وصعوبة التحديات السياسية التي نجحت تونس في رفعها . من جانب آخر أكّد الوزير أهمية أن تتجه أنظار المستثمرين من الصين وتركيا إلى إفريقيا لما توفّره هذه القارة من فرص استثمار كبيرة خصوصا في قطاع النقل وتحديدا تونس باعتبار موقعها الإستراتيجي في المنطقة، و أشاد بالمناسبة بالمستوى الرفيع للتعاون التونسي التركي وعبّر عن طموحه في أن تتطور العلاقات بين تونس والصين إلى مثل هذا القدر من التميّز مبرهنا على ذلك باستعداده بموافاة الجانب الصيني بقائمة تضم مشاريع في اختصاصات متنوعة. ولدى ابرازه لأهمية النقل الحديدي في الرفع من مؤشرات التنمية الإقتصادية والإجتماعية شخّص الوزير واقع هذا النمط من النقل في تونس الذي يشتكي من نقائص عدة أهمها محدودية الربط الحديدي بين مختلف جهات البلاد رغم صغر مساحتها مما أفرز تفاوتا تنمويا بينها، وأكّد أن توسيع وتركيز شبكة حديدية متطورة وتوفير أسطول عصري سواء لنقل الأشخاص أو لنقل البضائع يبقى من ضمن الأولويات، كما استعرض بالمناسبة أهم الإصلاحات والإجراءات إلى جانب المشاريع المدرجة في مجال النقل الحديدي على غرار الخط الحديدي المغاربي السريع LGV . وعدّد السيد عبد الكريم الهاروني ما يتوفر حاليا لبلادنا من بنية أساسية واستعرض مختلف المشاريع المستقبلية في قطاع النقل على غرار إعادة تنظيمه من خلال ربط مختلف أنماطه وبعث مناطق لوجستية والنهوض بالموانئ التونسية ومشروع الميناء بالمياه العميقة ، فضلا عن استعداد تونس لمفاوضات بخصوص الدخول في مجال السموات المفتوحة ستجرى في ماي المقبل مع الإتحاد الأوروبي . من جانبه أبدى الطرف الصيني اهتمامه بالمشاريع في مجال النقل الحديدي في تونس وعبّر عن حسن استعداده لتقديم عروض استثمارية في الغرض كحرص منه على دعم تونس في مسيرتها الإقتصادية بالإسهام بانجازات ملموسة . كما استعرض الوفد الصيني بالمناسبة أهم المشاريع التي قام بها في 60 دولة في العالم ومدّ الحاضرين بأهم الأرقام التي سجلتها الشركتان على غرار CSR المصنفة خامسة في القارة الآسيوية والذي بلغ رقم معاملاتها سنة 2011 حوالي 75 مليار دولار وهي التي ساهمت في تركيز 70 %من جملة طول الخط الحديدي السريع بالصين والبالغ 20 ألف كم. من جانبه أكد المستثمر التركي أن إرادة سياسية تركية تشجّع على توجيه الإستثمارات نحو تونس وعبّر عن تفاؤله بنجاح الشراكة الثلاثية بين تونس وتركيا والصين لما تتميز به بلادنا اليوم من مناخ استثماري آمن وشفاف من جهة وثقته في فعالية وخبرة الجانب الصيني تحديدا في مجال النقل الحديدي من خلال بعض التجارب المشتركة والناجحة في المنطقة المغاربية والبلدان العربية عموما.