يتميز العيد في ليتوانيا، ربما عن بقية دول العالم، بأنه مناسبة لإعادة فتح المساجد المغلقة معظم فترات العام؛ لعدم وجود أئمة معينين أو مشرفين عليها في البلد الأوروبي الواقع شمال شرقي القارة.وفي حديث مع شبكة "إسلام أون لاين. نت" يقول ربيع عبد الرحيم، مسئول جمعية الشباب المسلم في ليتوانيا: "عيدنا متواضع.. فكالمعتاد أدينا صلاة عيد الأضحى في مسجد مدينة كاونس.. وبعد الصلاة قدمنا الحلوى والعصير للمصلين". ويضيف عبد الرحيم: "جميع المساجد في القرى شبه مغلقة، فهي تفتح أبوابها فقط في الأعياد والمناسبات الإسلامية؛ لعدم وجود أئمة معينين أو مسئولين للإشراف على هذه المساجد والاعتناء بها". ويستثنى من هذه المساجد، مسجد كاونس، الذي يفتح أبوابه مرتين أسبوعيا، الأولى يوم الجمعة، والأخيرة يوم الأحد؛ حيث تقام حلقات تعليمية وأنشطة متنوعة، تشرف عليها جمعية الشباب المسلم، ويتراوح عدد المصلين في المسجد ما بين 10 إلى 15 مسلما. وكاونس، ذات ال400 ألف نسمة؛ هي ثاني أكبر مدن ليتوانيا بعد العاصمة فيلنوس، وتوصف بأنها مدينة الشباب لكثرة الجامعات فيها، إضافة إلى أنها المدينة الاقتصادية والصناعية الأولى في البلاد. تفاهم وثقة وتقوم العلاقات بين الدولة والمسلمين على حسن التفاهم والثقة المتبادلة، فالإسلام معترف به رسميا من قبل الدولة، ضمن تسعة مذاهب دينية، منها سبعة مذاهب نصرانية وواحد يهودي. ويمثل الأقلية المسلمة خمس جمعيات تترية إسلامية، يجمعها الاتحاد الإسلامي التتري, تشرف أربعة منها على المساجد الأربعة الموجودة في كاونس والقرى المحيطة بها، بينما تشرف الخامسة على مركز الإفتاء في العاصمة، وتعد بمثابة المرجع الإسلامي الوحيد لمسلمي البلاد. وبجانب المؤسسات المحلية للمسلمين التتار؛ أنشأ الطلاب العرب الوافدون جمعية الشباب المسلم عام 1995، للتعريف بالإسلام، وتصحيح الصورة المغلوطة عنه لدى بعض الليتوانيين. ويطالب عبد الرحيم البلدان العربية والإسلامية بإرسال كوادر شبابية للعمل على نشر الإسلام في البلاد. عدد قليل وليتوانيا أول دولة تعلن استقلالها عن الاتحاد السوفيتي السابق عام 1990م، وانضمت إلى الأممالمتحدة في العام التالي، ثم إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004، ضمن عشر دول أخرى كان معظمها ينتمي للكتلة الشيوعية. وتقع على الساحل الشرقي لبحر البلطيق، وتعد أكبر دول البلطيق مساحة وأكثرها سكانا؛ إذ تبلغ مساحتها 65 ألف كيلومتر مربع، وعدد سكانها 3.5 مليون نسمة. والمسيحية هي الديانة الأولى في البلاد على المذهب الكاثوليكي، حيث يمثل الكاثوليك حوالي 79% من عدد السكان، يليهم الأرثوذكس 4.1%، ثم البروتستانت 1.9%، أما المسلمون فتبلغ نسبتهم نحو 0.5%. ويرجع عبد الرحيم سبب قلة عدد المسلمين إلى عدم وجود هجرات من جانب مسلمين إلى ليتوانيا؛ جراء قلة فرص العمل، وضعف الأجور إن وجد العمل. محاربة الصلبيين وتعود أول معرفة لليتوانيا بالإسلام إلى سنة 1393م، عندما دعا ملك البلاد آنذاك، فيتاوتس، المسلمين التتار في شبه جزيرة القرم، إلى مساعدته في محاربة الصليبيين الذي حاولوا غزو بلادها، بحسب موقع جمعية الشباب المسلمين على الإنترنت. واستوطن هؤلاء المسلمون ليتوانيا، ويمارسون عباداتهم بحرية كاملة، وبنوا عدة مساجد، حيث يتمتعون بعلاقات طيبة مع السلطات، وفقا لعبد الرحيم. ومن المساجد التي بناها المسلمون التتار ما تزال توجد أربعة مساجد، أهمها مسجد كاونس، الذي كان عبارة عن مسجد خشبي، ثم أعيد بناءه بالحجر سنة 1933م، بمساعدة الدولة، إذ تبرعت بنصف قيمة البناء، وذلك قبل الحقبة الشيوعية التي بدأت مع انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، واضهدت الأديان وأتباعها وأماكن عباداتهم.