تونس محمد المولهي*"الفجرنيوز" هناك ظاهرة فريدة انتشرت في المدة الأخيرة في الشارع التونسي بعد الثورة وامتدت الى اعمدة الصحف وكل تناولها حسب مفهومه الخاص وثقافته وميولاته السياسية وكذلك مصالحه ..العصا في هذه الايام ضاربة... يستعملها البوليس علنا في الشارع لتفريق التظاهر والاعتصامات والعصيان المدني ...فترى عصا البوليس مزينة وغليظة وضربتها باهة باهة تسيل منها الدماء وادشدش العظام وجنبا الى جنب هناك عصا أخرى هي العصا الي ما يستعملهاش البوليس عصى الزيتون متاع المدب وهي رقيقة جدا ومسمامة تخرج من حين الى آخر خفية عن أعين المصورين الصائدين في الماء العكر وآخرين يحملون عصيا عصية بيضاء تسر الناظرين شبيهة بعصا الحلالام أو البقلاوة جيء بها من الأحياء الراقية ملفوفة في القماش تحملها الأيادي الناعمة ضربتها نقشة وغرزتها ما تتخاطش كلا بيها البوليس في الأزقة والأنهج الضيقة رأينا آثارها في الرؤوس على شاشات التلفاز وقد اكتوى بها بعض من البوليس . أما العصى التي قرأناها في جريدة المغرب في عنوان افتيتاحية زياد كريشان هي عصا الأعلامي المستنير الذي تفتحت علمانيته وضاءة حداثته هي زلاط عربي مصقول بأنامل تغزل الحرير فصاحبنا الذي لم تعجبه كلمات الوزير طارق ذياب الذي يزعم بأنه يزلط شهر الأعلامي المفوه عليه زلاطه الغليظ وجلده حتى بان منه العظم هذا الزلاط العجيب الذي ظل شاهرا علينا زلاطه منذ عودة جريدة المغرب الشهيرة بفن الفوتوشوب اكتشفنا أنها بارعة في استعمال الزلاط وعندها باع وذراع في اعلام التزليط ولن يسلم منها جلد آدمي عارضها أو حاد عن خطها المستقيم فتعيده بالعصا والزلاط الى أقوم المسالك . هذا المشهد ينذر بالانتقال من ثقافة العصا والاستعصاء الى سياسة قوم موسى بوسعادة موش النبي موسى عليه السلام.