صدقوني لقد استوت العصي والأقلام عندي حتى بت لا أفرق بين عصا عمر البشير رئيس السودان الشقيق الذي يتخذ منها متكأ له تارة. وأخرى يهش بها على رؤوس الملإ من أعداء الوحدة وبين بعض الأقلام التي يتخذ منها أصحابها عصيا تارة يتكئون عليها وطورا يهشون بها على رؤوس الملإ الرياضي عندنا لولا أن عصا البشير يعرفها العالم وتلك الأقلام لا يعرفها أحد أنها عصي في حقيقة الأمر. فأصحاب هذه الأقلام العصي يتحدثون عن كرة القدم عندنا ويضعون وضعها في خانة الكارثة التي حلت بعرش التسيير وسدة التحكيم وبيت مال اللاعبين والممرنين والاتباع وكأنهم يتحدثون عن جنوب السودان أو دارفور أو الخرطوم أو جميعها معا حتى أنني كلما ترآى لي قلم من هذه الأقلام تذكرت عصا عمر البشير، ولو خيروني بينهما لاخترت باسم حرية التعبير عصا عمر البشير لأن العالم كله يعرفها عصا ولا أحد يعرف الاقلام عصيا. صحيح أن كرتنا تمر بأيام عجاف ولكن ليست إلى درجة تتحول فيها الأقلام إلى عصي لعبة «العكفة» في غياب الأقدام التي تحسن اللعب بالكرة و«العكفة» هي العصا ذات الرأس المعقّف أي «الزلاّط» الأعوج. وهذه النوعية من الأقلام، عفوا من «الزلالط» المعوجّة تصلح لقرع كل أنواع الطبول بما فيها طبول الحرب. وإذا كان في الأمثال الشعبية قولهم «أرنب تكرّ على حلّوف» فإن الأرنب في نفس الأمثال «ما يطيّحها كان الزلاط لعوج» وهنا موطن العلة ومكمن الداء ومسكن الفيروس ومربض القلم الذي يعرّي الناس ويضحك على عرائهم وهو لا يرى نفسه أنه عريان قلم. فكيف باسم حرية التعبير لا أختار عصا عمر البشير؟