تجمع عدد من دعاة حقوق الإنسان والدبلوماسيين في العاصمة الفرنسية باريس للاحتفال بالذكرى الستين لإصدار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مجادلين بأن المبادئ التي تضمنها لا تزال على الأهمية التي كانت عليها قبل ستة عقود من الزمن حين تم تبنيها. ويقام احتفال بهذه المناسبة في قصر دي شايو بالقرب من برج إيفل حيث تم تبنيه يوم العاشر من كانون الأول/ديسمبر عام 1948. ويحضر الاحتفال عدد من المسؤولين الأوروبيين والدوليين والفنانين ودعاة حقوق الإنسان. وستتلى مقدمة الوثيقة في بداية الاحتفال من قبل أحد الذين ساهموا في وضعها وهو ستيفان هاسل أحد الناجين من المحرقة النازية والبالغ من العمر تسعين عاما. الوثيقة ولدت المبادئ التي تضمنها إعلان حقوق الإنسان من رحم صدمة الحرب العالمية الثانية، وشكلت المفاهيم الحديثة للكرامة الإنسانية، وكانت النموذج لمواثيق الحقوق الدولية التي صدرت فيما بعد. ويستند الإعلان على إعلان حقوق الإنسان الصادر في فرنسا عام 1789 وإعلان الاستقلال الأمريكي عام 1776. وتبنت الإعلان غير الملزم والمؤلف من ثلاثين مادة 58 دولة عضو في الأممالمتحدة حيث كانت فظائع الحرب العالمية الثانية لا تزال ماثلة في الأذهان. وتنص المادة الأولى من الإعلان على أنه "يولد جميع الناس أحرارًا متساوين في الكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلاً وضميرًا، وعليهم أن يعامل بعضهم بعضًا بروح الإخاء". ويقول هاسل في كلمته إن انتخاب باراك أوباما كرئيس للولايات المتحدة دليل على التقدم الذي تم إحرازه على جبهة المساواة. أوباما أيضا ومن الذين يتطلعون للرئيس الأمريكي المنتخب لوضع حقوق الإنسان في طليعة أولويات بلاده منظمة العفو الدولية التي تحيي ذكرى الإعلان بتجمع تنظمه في باريس. وقد أعربت آيرين خان رئيسة المنظمة في مقابلة صحفية معها مؤخرا عن أملها في أن تقوم الولاياتالمتحدة أقوى دولة في العالم بانتهاج موقف قوي إزاء مسألة حقوق الإنسان في المستقبل". وتحث المنظمة أوباما على على إغلاق معتقل جوانتانامو خلال الأيام المائة الأولى من توليه منصبه. وترى خان معاناة الفلسطينيين وسكان إقليم دارفور السوداني وجمهورية الكونجو وسجل الولاياتالمتحدة إهانات متواصلة من حيث احترام حقوق الإنسان. ولم يحل إصدار إعلان حقوق الإنسان من منع حدوث إبادة جماعية أخرى كما حدث في رواندا عام 1994، كما لا تزال هذه الحقوق تنتهك بشكل يومي في أنحاء العالم. السكان الأصليون وأصدرت بهذه المناسبة أيضا مجموعة حقوق السكان الأصليين "البقاء" أو "سيرفايفال" نداء دعت فيه إلى حماية حقوق السكان الأصليين في العالم، من هنود "آيوريو توبيجوسودي" في باراجواي إلى كالاهاري رجال الأحراش في بوتسوانا بإفريقيا. كما دعت الجماعة المسيحية المناهضة للتعذيب "آكات" إلى مضاعفة الجهود لاجتثاث التعذيب والذي لا يزال يمارس في نصف دول العالم تقريبا. كما دعت الجماعة أيضا إلى إلغاء عقوبة الإعدام وجعلها غير قانونية.