المٓ (1)أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُترَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُمۡ لا يُفتَنُونَ (2) وَلَقَدۡ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبلِهِمۡۖ فَلَيَعلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعلَمَنَّ ٱلكَٰذِبِينَ العنكبوت إنّ إقدام النّظام الحاكم في تونس على سجن رجل من وزن الدكتور صادق شوروبتهمة قضّى من أجلها 18 سنة من السّجن ذاق خلالها الويلات ليعدّ دعوة صريحة للفتنة و إعلان حرب على فصيل سياسي ما لبث و لا يزال يطالب بحقّه في الإنخراط القانوني في العمل السياسي في البلاد و الذي أريد أن أنبّه إليه أكثر أنّ هذا النّظام يريد أن يجرّ خصومه إلى "معركة بالعصي" و يبعدهم تماما عن المجال السياسي و معارك البرامج و الأفكار و الخيارات السياسية و لا غرابة في ذلك فمن الطبيعي أن يختار الشّخص أو المنظمة أو الحزب أرضية و آليات المعركة و آجالها حتى يوفّر لنفسه أقصى حضوض النّجاح. و رغم أنّ النظام التّونسي خبر "العصا" و لم ينجح فيها إلاّ أنّه يفعل ذلك "مرغما أخاك لا بطل" لأنّه لا يتقن غيرها و يوشك بذلك أن يجلب الويلات للبلاد و يفوّت عليها المزيد من فرص التنمية و الإزدهار. إنّ الظّلم مجلبة للسّخط، سخط الخالق قبل المخلوق و إنّ سجن الدّكتور صادق بسبب تصريح صحفي طالب فيه باسترداد حقوقه السياسية و السّماح لحركة النّهضة بالتواجد القانوني ليعدّ ظلما بواحا توشك أن تطبق السماء على الأرض بسببه إذا لم نستنكره بكلّ قوّة و نهب هبّة رجل واحد للدّفاع لا عن حركة النّهضة و حقّها في التّواجد السياسي و لكن عن كرامة الإنسان و حريته و هي قيم تتجاوز الحدود و الحسابات الحزبية و الدينية و العرقية و غيرها. فيا حكّام تونس متى استعبدتم النّاس و قد ولدتهم أمّهاتهم أحرارا و من أوهمكم بأنّ تونس ملك خاص لكم تتصرّفون فيه كما تشاءون تقتّلون و تسجنون و تنفون كما يطيب لكم و يلذّ؟؟؟ كفاكم ظلما و علوّا في الأرض لقد طفح الكيل و بلغ السيل الزّبى و ضاق الشّعب ذرعا بممارساتكم. لقد جلبتم الويلات للعباد و البلاد و لم تعودوا ترقبوا في أحد إلاّ و لا ذمّة فقد اعتديتم على الحريات العامّة و الخاصة و أرهبتم النّاس ودنّستم المقدسات و إنّه و الله لنذير شؤم عليكم و بشير خير للمظلومين و المقهورين. إنّ تونس لكل التونسيين: هي بلد اليساري كما هي بلد الدستوري كما هي بلد الديمقراطي كما هي بلد الجمهوري)ليس بوش( ... كما هي أيضا بلد الإسلامي. من واجبنا جميعا أن نعمل على ازدهارها و نموّها و من حقّنا جميعا أن ننعم بخيراتها المادية و المعنوية. لا مكان لأن يظلم أحد أحد و لا أن يقصي أحد أحدا. الوحيد الذي له حق الإقصاء، و عبر صناديق الإقتراع و ليس بالعصي و السجون، هو الشّعب و الشّعب وحده و لا أحد غيره و لا معقّب لحكمه و إني لأقبل قرير العين أن يقصيني الشّعب ويرفض برامجي و توجهاتي و لا أقبل بحال من الأحوال أن يفعل بي ذلك أحد سواه مهما على شأنه. يا حكام تونس إنّ السنين لم تزدنا إلا خبرة و حنكة و مراسا و صلابة وامتداد علاقات و إنّنا لسنا طلاّب حرب و لا سلطة و لكننا طلاّب كرامة و عزّة و حرية نضحي من أجلها بالغالي و النفيس. منذ ما يقارب العقدين خرجنا من بلادنا خائفين نترقّب: خائفين من الظالم نترقّب بطشه. و قدمنا إلى بلاد الغرب خائفين نترقّب أيضا: خائفين من المجهول نترقّب أن يسلمنا من آوينا إليهم بعد أن ضاقت بنا بلاد العروبة جمعاء.و مع ذلك لم نتردّد لحظة واحدة في الدّفاع عن قضيتنا الأساس و هي الحرية و الإنعتاق لتونس كل تونس و لشعبها كل شعبها فما بالك اليوم و قد تغير الحال غير الحال و عرفنا من أين تؤكل الكتف في هذه الديار فلا تُغضبونا في الصّادق شورور لا تُغضبونا في الصّادق شورور لا تُغضبونا في الصّادق شورور فوالله إنّه أمر لا يسعنا السكوت عليه، فالسّجود يعرفنا و الدعاء يعرفنا والسّاحات تعرفنا و السّفارات تعرفنا و المنظّمات تعرفنا و وسائل الإعلام تعرفنا غيرها و غيرها كثير ممن خبر حقيقة معدننا و صدق توجّهنا وخطابنا و اعتدال ووسطية منهجنا و نقاء وسائلنا. ف: نحن قوم أبت أخلاقنا شرفا أن نبتدي بالأذى من ليس يوئذينا لا يظهر العجز منا دون نيل منى و لو رأينا المنايا في أمانينا بطن الأرض أولى لنا من ظهرها إن تركناكم تستفردوا بواحد من رجالات تونس الأفذاذ و إنّي لأهيب بكل أحرار تونس أن يجددوا العهد مع النضال و ألاّ يتركوا وسيلة نضالية تسعها أعراف و قوانين البلاد التي يعيشون فيها إلاّ و توسّلوا بها لرفع الظّلم و الضيم عن تونس الحبيبة و شعبها المستضعف. هلمّوا إلى الدعاء و الكلمة و القلم و البيان و الإعتصام و التظاهر و إضراب الجوع و غيرها مما عهدتموه من الوسائل التي أوجعت الباغي و عرّت ممارساته و كشفت زيف و ازدواجية خطابه فهي و الله أشدّ مضاضة عليه من وقع الحسام المهنّد، توسّلوا بها تعبّدا لله و وفاء لأرواح الشهداء وتضامنا مع المساجين المسرّحين/المحاصرين و احذروا كل الحذر أن تقعوا في الشّرك الذي نصبه الظّلم:العنف. هلمّوا يا أبرار تونس إلى الصّبر و الصلاة و قراءة القرآن و القربات و الضراعة لله: أدعوا لمن و على من يستحق الدّعاء و أيقنوا أن بالإجابة فإنّ الله يمهل و لا يهمل فهو يمدّ للظالم و يمهله حتى إذا أخذه لم يفلته: وَلَقَدۡ أَرۡسَلنَآ إِلَىٰٓ أُمَمٍ۬ مِّن قَبلِكَ فَأَخَذۡنَٰهُم بِٱلبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمۡ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَولآ إِذۡ جَآءَهُم بَأۡسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَٰكِن قَسَتۡ قُلُوبهُمۡ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيطَٰنُ مَا كانُواْ يَعمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُڪِّرُواْ بِهِۦ فَتَحنَا عَلَيهِمۡ أَبوَٲبَ ڪُلِّ شَىۡءٍ حَتَّىٰٓ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوٓاْ أَخَذۡنَٰهُم بَغتَةً۬ فَإِذَا هُم مُّبلِسُونَ (44) فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلقَوۡمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْۚ وَٱلحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلعَٰلَمِينَ (45) الأنعام ما أعظم و أبلغ هذه العبارة: فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلقَوۡمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْۚ و الله إنّها لوحدها لبلسم لكل مظلوم مقهور. عهدا لكم علينا يا أحرار بلادي ألاّ يهدأ لنا بال حتى تنفرج كربة تونس و يعمّ الأمن ليس البوليس حضرها و مدرها. عهدا لكم علينا أن نبذل كلّ ما في الوسع و الطاقة لينعم الجميع بالكرامة و الحرية. عهدا لكم علينا ألاّ نُسلمكم و لا نخذلكم و لا نظلمكم أبدا ما حيينا. العربي القاسمي سويسرا 11.12.2008