أنا تونسي مسلم، استبشرت بما وقع في تونس بداية سنة 2011، وقلت ولازلت أردّد أنّ الحاليّ والقادم هو - مهما كانت الظروف - أفضل بكثير ممّا مضى!... ذلك أنّ الظلم الذي شهدته البلاد السنوات اللاحقة للاستعمار السابقة للثورة لم يبق ولم يذر!... ولكنّي أقول ولازلت عند رأيي كذلك أنّ العلمانيّة التي وجدت في تونس لهي من أسوإ العلمانيات السائدة في العالم سلوكا!... ففي تونس أناس يبغضون الله تعالى ويتربّصون بالمؤمنين، ولن تقلّل جرأة بعض التافهين على اتّهامي بتكفير الآخر من رسوخ هذه القناعة!... قلت ولازلت أقول أيضا أنّ غياب دور المسجد في تونس طيلة السنوات العجاف قد أثّر على التديّن سلبا، فأوجد التشيّع البغيض الموالي للآيات الكافرة؛ كما أوجد بعض "الشيوخ" الجهلة وبعض المريدين "المتعصّبين" الذين لا يعرفون كثيرا عن الإسلام وهم يزعمون الانفراد في البلاد للدّفاع عنه!!!... الحكومة التونسيّة الحاليّة - وأنا أساندها وأدعمها ولا أزكّي كلّ أفعالها - وقعت في أخطاء كبيرة تمحورت كلّها في مداراة العلمانيّة المتوحّشة ب"الدّوس" في بعض الأحيان على المتديّن "المتعصّب" للفكرة التي غنمها من الفضائيات زمن محاصرته!... وكثيرا ما توقّف المسؤولون (وزير الدّاخليّة وأخيرا الوزير الأوّل) عند إبداء الصرامة مع المتديّن "المتعصّب" دون تأكيد تلكم الصرامة مع قاذورات العلمانيّة المتوحّشة!... وهو ما يزيد في طمع هؤلاء الخونة - وهم والله العظيم خونة موالون لأعداء الله وأعداء المسلمين وأعداء تونس - وبالتالي تحريضهم على زيادة الكيد للمتديّن "المتعصّب" وكذلك للحكومة المؤقّتة (والمؤقّتة، صفة حدّثت بها النّفس المريضة وتمنّت تحقيقها بعدم القدرة على الاستمرار، وهو ما يفسّر الاستنفار العام لإفشال المشاريع وتكذيب الأحلام وتسفيهها) بهدف إشعال الفتنة بين التونسيين الإخوة!... وعلى المتديّن "المتعصّب" أن يقلع عن تعصّبه ويركن إلى هذه الحكومة يساعدها؛ فهي خادمة لحرّيته. وهو إن فعل ذلك أذهب عن الحكومة الحرج وألزمها التفرّغ لأعداء البلاد من الخونة العاملين في الخفاء وفي العلن!... وعندي أنّ ردود الفعل - والأولى اجتناب ردود الفعل - تكون أكثر صرامة على الذي ملك السلاح وخزّنه في الحانات وفي غيرها من بؤر الفساد يدفع به عن الخبائث ويرمي به المآذن يصدّعها ويُرهب قاصد ندائها المذكّر بالصلاة والفلاح، بدل أن توفّر لمحاصرة من دعا إلى السمت الإسلامي الرّافض للخمّارات وغيرها من الموبقات في البلاد!... والله من وراء القصد