شهدت مدينة صفاقس عشية الامس مسيرة الأحرار لدعم الشرعية والتي كانت قد دعت إليها عدة جمعيات وتنظيمات المجتمع المدني بحضور نواب المجلس التأسيسي وأعضاء من المكتب السياسي لحركة النهضة الحبيب اللوز وعامر العريض وكمال عمّار.المسيرة التي انطلقت في حدود الساعة الرابعة والنصف بعد الزوال من أمام جامع سيدي اللخمي توقفت أمام مقر الولاية حيث خطب عامر العريض في حشد فاق الخمسة آلاف اكّد فيها على شرعية الحكومة ومضيّها قُدُما نحو مسيرة التطهير. وأفاد عامر العريض أن تطهير البلاد من بقايا النظام السابق هو مطلب شعبي لا بدّ منه وبأن الحكومة لن تتراجع عنه وأن الدستورالجديد الذي نواب الشعب بصدد كتابته هو دستور من الشعب ولمصلحة الشعب مشدّدا كون الحكومة تعرف مكامن المال الفاسد وستتصدّى له. العريض الذي وصف صفاقس بالمناضلة توجّه في كلمته بتطمينات إلى المتظاهرين بخصوص جدية الحكومة في تحقيق مشاريع التنمية بصفة عامة وجهة صفاقس بصفة خاصة في مجال النقل والبيئة وغيرها. "حكومة الثورة" المسيرة وبعد أن اخذت وجهتها شارع الحرية أمام مقر الولاية انطلقت نحو شارع 18 جانفي وساحة القصبة لتتوقف أمام بلدية صفاقس حيث ألقى الشيخ الحبيب اللوز كلمة في المتظاهرين واصفا خلالها المرحلة السابقة بأنها كان يشوبها بعض اللبس استغله الكثيرون ليعطّلوا مسيرة الثورة قائلا «كنّا في لحظة الإعداد وهي لحظة مفصلية ما بين الإعداد والإنجاز لما خططنا له وما أعددناه اليوم» وعرّج اللوز على خطاب رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي ووزير الداخلية علي العريض الأخيرين مفيدا بأنّ جميع الخطوات تتجه نحو الإنجاز وبأن الوزراء هم بصدد القيام بزيارات ميدانية بداخل الجهات وحيث ستشهد صفاقس صبيحة الغد الاثنين زيارة سبعة وزراء مثلما أفاد. في كلمته التي ألقاها وصف الشيخ اللوز انه لن تكون حكومة ثورة إلاّ بروح ثورية وبأنّ هذه الحكومة لن تقف وراء التعطيلات بل ستواصل بروح ثورية وستقضي على الفساد وتطهّر البلاد وتنصر المستضعفين وبأنها ستدخل «إلى مرحلة إنجاز التطهير» وهو شعار «ترتعد منه فرائس الخونة والظالمين» مثلما قال وبأنّ هذا الشعب وبكل مكوناته هو صاحب المصلحة في هذه الثورة «فلا مكان للتجمع والتجمعيين». كلمة «ديقاج» للنيابة الخصوصيّة لبلديّة صفاقس وبخصوص النيابة الخصوصية لبلدية صفاقس والتي هي محل جدل هذه الايام قبيل موعد انتهائها يوم السابع عشر من هذا الشهر فقد أكّد الحبيب اللوز على أنّ وقوف المتظاهرين أمام مبنى مقر البلدية لرمزيته مثلما أفاد هو خير دليل كون تغيير النيابة الخصوصية لبلدية صفاقس بات مطلبا شعبيا للتغيير وبأن ذلك سيكون بشكل قانوني كان لنواب المجلس التأسيسي بالجهة رأي في ذلك، وهو ماعبّر عنه من وقف أمام البلدية مردّدا كلمة «ديقاج للنيابة الحالية». إعلام ينصر المستضعفين وفي سياق حديثه عن الإعلام أفاد الشيخ اللوز بأنه ليس من المنطقي أن تسود الثورة وتستمر دون إعلام ثوري يثأر للمستضعفين وينصر الفقير واصفا الإعلام الذي ينتصر لمن سماهم «بالفلول» بالإعلام العميل وأنه هناك الكثير من الفضوليين عن الثورة مضيفا بأنه لا وجود لثورة تنتصر بالبوليس كذلك لأن «الجماهير هي التي تقود الثورة وتحمل المشعل بعد أن كرّست هذه الثورة مفهوم الهوية العربية الإسلامية ومبدأ الانتماء. وفي ختام التجمّع الجماهيري تحدث النائب كمال عمّار عن مفهوم الشرعية التي أكّدها الشعب اليوم من جديد حسب قوله واصفا أنه «هناك عدّة أطراف راهنت على جهات وصفها بالخاسرة وأن الاتحاد العام التونسي للشغل قد استخدم الإعلام لفائدته.