رحّب مسؤولون وقوى فلسطينية بقرار لجنة التراث العالمي في "اليونسكو"، في دورتها السادسة والثلاثين، اليوم الجمعة، إدراج مدينة بيت لحم على لائحة التراث العالمي. واعتبر رئيس حكومة تسير الأعمال سلام فياض، أن قرار إدراج مدينة بيت لحم على لائحة التراث العالمي "يؤكد الأهمية العالمية لهذه المدينةالفلسطينية المقدّسة، ومكانتها لدى شعوب العالم والتراث والحضارة الإنسانية، وهو يعطي الأمل والثقة لشعبنا بحتمية إنتصار قضيته العادلة، ويزيد من إصراره على مواصلة إنخراطه في تعميق جاهزيته لإقامة دولة فلسطين المستقلة، وعاصمتها القدسالشرقية على حدود عام 1967". وقال فياض في بيان صحفي "لقد آن الأوان لمنظمات الأممالمتحدة ومؤسساتها المختلفة بأن تتحمل مسؤولياتها السياسية والقانونية والثقافية والأخلاقية، لوضع حد لما يتعرض له شعبنا الفلسطيني، وتراثه الثقافي وإرثه الحضاري الإنساني، من مخاطر جراء ممارسات الإحتلال الإسرائيلي". وأضاف أن "على المجتمع الدولي أن يمارس هذه المسؤولية بجدية وفاعلية لضمان إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا المحتلة منذ عام 1967، وتمكين شعبنا الفلسطيني من تقرير مصيره، واستعادة مكانته الحضارية والثقافية والإنسانية، وإسهامه بتحقيق الاستقرار والسلم الدوليين". وشدد على أن "مدينة بيت لحم المحتلة، ومعها القدسالمحتلة، وسائر الأرض الفلسطينية، كانت وستظل رمزاً للتعايش والتسامح، كما ستظل فلسطين المستقلة منارة للإنفتاح على شعوب العالم وثقافاته وإرثه الحضاري الإنساني ومقصداً لحرية العبادة وتسامح الأديان". واعتبر رئيس الوزراء أن "إنتصار فلسطين في هذا القرار، هو إنتصار للحق والعدل ومبادئ الإنسانية التي تجسدها تطلعات شعبنا وشعوب الأرض المحبة للعدل والحرية والسلام، وأن شعب فلسطين الذي احتضن الأقصى والقيامة والمهد سيكون دوماً أميناً لهذه المبادئ، وهو يسعى للحرية ويتطلع لإقامة دولته المستقلة على أساسها". بدوره، شكر وزير الشؤون الخارجية الفلسطينية رياض المالكي، الدول الصديقة التي صوّتت لصالح الطلب الفلسطيني بإضافة مكان ولادة السيّد المسيح، كنيسة المهد وطريق الحجاج في بيت لحم، على قائمة "اليونسكو" للتراث العالمي المهدد بالخطر. وقال المالكي، خلال كلمته أمام اجتماع لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو المنعقد في مدينة سانت بيترسبورغ في روسيا الإتحادية، إن "التراث الثقافي والطبيعي الفلسطيني مهددان بخطر التدمير من قبل آلة الحرب الإسرائيلية، ومن سياسة الإحتلال المتّبعة في بناء المستوطنات، والجدار العنصري، بالإضافة إلى الإعتداءات الإسرائيلية الممنهجة لطمس الهوية الثقافية والتاريخية، والوجود الفلسطيني على أرض فلسطين التاريخية، وممارسات المستوطنين الإرهابية، التي تضع التراث والإنسان الفلسطيني تحت خطر الموت والإندثار". ودعا الدول الأطراف في إتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي للعام 1972، إلى "حماية فلسطين من الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة ضد الأماكن التراثية والمقدسات الفلسطينية". كما هنأت وزيرة الثقافة سهام البرغوثي ، "أبناء الشعب الفلسطيني بالإنجاز الكبير" الذي تم اليوم في سان بطرسبرج بإدراج مدينة بيت لحم المقدسة على قائمة التراث العالمي للبشرية بأغلبية الأصوات. من جهتها، أكدت حركة فتح أن "إنتصار فلسطين في اليونسكو هو خطوة بالغة الأهمية على طريق تكريس حقوق الشعب الفلسطيني القانونية في المحافل الدولية وعلى طريق الحرية والإستقلال، ودلاله واضحة بأن القيادة صاحبة قرار مستقل ولا تأبه بالضغوطات الرافضة للخطوة الفلسطينية". وقال المتحدث باسم فتح أسامة القواسمي في بيان صحفي، إن "من شأن هذه الخطوة الهامة عزل سياسة الإحتلال الإسرائيلي ومحاصرتها في نهجها التهويدي الذي يستند إلى تزوير الحقائق الفلسطينية الإسلامية منها والمسيحية، وتعتبر إنتصاراً لنهج القيادة الفلسطينية المصرّ على نزع حقوقنا من الإحتلال الإسرائيلي وترسيخها قانونياً في المحافل الدولية، وتعتبر فشلاً كبيراً للمخطّطات الإسرائيلية الرامية إلى شطب حقوق الشعب الفلسطيني". وصوّتت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" اليوم لصالح إدراج مدينة بيت لحم كموقع ضمن التراث الإنساني والعالمي. وصوّت لصالح مدينة بيت لحم (المدينة القديمة وكنيسة المهد وطريق الحجاج) 13 دولة من أصل 21، في حين عارضت 6 دول ووقفت دولتان على الحياد.