افتتحت الخميس في تونس أشغال المؤتمر التاسع لحركة النهضة التونسية تحت شعار "مستقبلنا بين ايدينا" وهو المؤتمر العلني الاول منذ تأسيسها قبل أربعين عاما وقال رئيس الحركة، التي تقود الإئتلاف الحاكم بعد سقوط نظام بن علي، راشد الغنوشي في كلمة أمام الآلاف من أنصاره وبحضور ضيوف عرب، إن انعقاد المؤتمر "هو تعبير عن نجاح الثورة التونسية كما انه مؤتمر لوحدة الحركة ولوحدة الشعب"، منوها بأن "خيانة" اهداف ثورة الرابع عشر من كانون الثاني/يناير من العام الماضي والتي أنهت حكم الرئيس السابق بن علي بعد اكثر من عقدين هي "خيانة لله ولرسوله و للمؤمنين"، على حد وصفه وتحدث الغنوشي الذي تؤكد جل التوقعات إعادة انتخابه رئيسا للحركة عن جملة من الرسائل التي يوجهها مؤتمر حركته، بينها "حاجة البلد إلى الوفاق حتى يحكم وارساء مصالحة وطنية على أساس متين من المحاسبة ورد الحقوق "، مضيفا ان "الاسلام هو دين رحمة وعدل وخير للناس جميعا وانه في تونس يمكن ان تتعايش كل التيارات "، حسب تعبيره اما رئيس الحكومة و الامين العام للحركة، حمادي الجبالي فاعتبر من جهته ان "بناء تونس يحتاج الى التوافق"، مقرا بمواجهة حكومته لاختبار حقيقي لتنفيذ وانجاز مشاريعها ما يحتم حلولا عاجلة وتقويلا لاخلالات العمل الحكومي" وتواجه حكومة الجبالي انتقادات عديدة من ائتلافات حزبية مختلفة هذا وحذر الجبالي في مناسبتين مما اسماها "بالثورة المضادة" وبقوى "لا تزال تدافع عن مصالحها"، وقال إن "فلول هذه القوى تحاول جاهدة العودة الى الحياة السياسية ما يستوجب الإسراع بنقل الثورة الى المؤسسات"، حسب تعبيره واعتبر الجبالي ان الامر العاجل لحركته هو "النجاح في الانتخابات المقبلة بنتائج مريحة تعزز امكانيات الحركة لتشكيل المشهد السياسي"، مع تطوير الائتلاف الحاكم باعتباره "خيارا استراتيجيا و ليس خيارا ظرفيا"، على حد قوله هذا وقد غاب عن المؤتمر شخصيات تونسية وعربية حيث لوحظ غياب الرئيس المنصف المرزوقي، مؤسس حزب المؤتمر من اجل الجمهورية والذي لا يحمل حاليا اية صفة حزبية وقد تخلى عن رئاسته لحزبه حال انتخابه رئيسا للبلاد. وقد ناب عن المرزوقي الناطق الرسمي باسم المؤتمر الذي القى كلمة الى جانب كلمة لمصطفى بن جعفر رئيس المجلس التاسيسي وامين حزب عام التكتل المشارك في الائتلاف الحاكم في البلاد وستتواصل اشغال المؤتمر الى غاية يوم الاحد المقبل حيث سيقوم 1103 مؤتمرا بانتخاب القيادات الجديدة للحركة وتحديد الاستراتيجيات المقبلة وفق اللوائح العديدة التي تمت صيغتها.