الكرم (وات)- اعتبر رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي أن عقد المؤتمر التاسع للحركة بصفة علنية لأول مرة "هو ثمرة من ثمار الثورة التونسية التي قلبت الديكتاتورية رأسا على عقب". وقال خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحركة الذي ينعقد على امتداد أربعة ايام بقصر المعارض بالكرم، ان هذا المؤتمر هو مؤتمر الجماعة ووحدة الشعب التونسي داعيا غالى "تكريس الوفاق الوطني الذي تحتاج له البلاد خلال هذه المرحلة والى المصالحة الوطنية على أساس متين من المحاسبة ورد الحقوق". ووجه الغنوشي في كلمته رسالة إلى الشعب التونسي مفادها أن الحركة "لن تخون العهد الذي قطعته باستكمال مسار الثورة" وان تونس تحتضن الجميع وتستطيع كل التيارات الفكرية والسياسية ان تتعايش فيها في سلام ووفاق. وطمأن الغنوشي التونسيين بقوله ان "البلاد بين أيد أمينة وان المشاكل التي تواجهها اليوم هي ظرفية وطبيعية، وتحدث في أي بلد سيما اذا كان يمر بفترة انتقالية". وقال "إن الحركة تبقى مفتوحة أمام كل أبنائها وكل من ناضل من أجل الدفاع عن وجودها ومبادئها وان "من وضع لبنة في أساسها، حقه فيها مضمون". واعتبر الأمين العام لحركة النهضة حمادي الجبالي أن المؤتمر يمثل حدثا باعتبار انه يجمع بين ماضي الحركة الذي تأسس على قاعدة الانتماء العربي الإسلامي وحاضرها المنفتح على كل التيارات السياسية والساعي إلى تكريس مبدأ التوافق ومستقبلها الباحث عن موقع أكثر تميزا وحضورا بتجديد هياكل الحركة ومؤسساتها. وأوضح أن دفاع الحركة على الهوية العربية الإسلامية وتقديم مشروعها كان على أساس فهم مقاصدي للإسلام يندرج ضمن الاجتهاد والتجديد وضمن مسيرة التيار الإصلاحي التونسي على حد تعبيره. ورأى في هذا الخصوص أن الحركة "نقلت موضوع تحديث تونس المستقلة من مقابلة بين الحداثة والإسلام لطالما حاول النظامان السابقان تكريسهما، إلى مشروع يؤلف بين الحداثة والإسلام". وقال الجبالي إن "سرعة انضمام الحركة للتيار الديمقراطي في البلاد شكل رافدا مهما في تنمية المشهد الثقافي والسياسي منحه عمقا أكبر على التعبير والصمود في وجه الديكتاتورية. وشدد على ارتباط كل مؤتمرات الحركة السابقة في الداخل والخارج بوضع الحريات والديمقراطية في تونس وهو مايعكس محورية فكرة الحرية في ثوابت الحركة، مستدلا على ذلك بنضالات أبناء الحركة طيلة عقود أربعة. ونبه من جهة أخرى إلى مخاطر المطلبية المشطة، داعيا إلى التصدي للثورة المضادة بمختلف فلولها. وأضاف قوله "ان الأولوية الآن هي المرور بالثورة ونقلها إلى المؤسسات وتطوير تجربة الائتلاف باعتباره خيارا استراتيجيا والتسريع بسن قانون للعدالة الانتقالية فضلا عن العمل على السيطرة على المديونية الخارجية والتعويل أكثر على الرأسمال الوطني واسترجاع الدولة لمبادرة تحسين الخدمة". ودعا الأمين العام أنصار الحركة إلى العمل على ضمان نجاحها في الانتخابات القادمة بما يعزز موقعها في المشهد السياسي ومواصلة تأهيل كوادرها للوصول إلى أعلى درجات الأهلية والعمل على إصلاح وضعها المؤسساتي بتوسيع الشورى داخل مؤسساتها وبالانفتاح على مختلف الطاقات والأفكار والمحافظة على قوة الحركة "كقوة تعديلية وجاذبة لمختلف الكفاءات".