في كلمته في افتتاح المؤتمر التاسع لحركة النهضة ، الذي لم تحضره أغلب قيادات أحزاب السياسية بما في ذلك شريك النهضة في الحكم المؤتمر من أجل الجمهورية ، وجه السيد حمادي الجبالي رسالة غير مشفرة إلى المؤتمرين، هي الفوز في الانتخابات التشريعية المقبلة بأغلبية مريحة . الأمين العام لحركة النهضة يدرك ما يقول وإن جاءت رسالته بعد كلمة رئيس الحركة السيد راشد الغنوشي الذي وجه رسائله إلى المجتمع السياسي عموما داعيا للوفاق و الشراكة و الوحدة . بين الرسالتين سلك متين لا تستطيع حركة النهضة ردمه : الوفاق و الشراكة مع مكونات المجتمع السياسي دون ضغوط التحالفات وما تفرضه من تنازلات .وهو الدرس الذي ربما استفادت منه حركة النهضة من تجربتها القصيرة في الحكم مع حزبي التكتل الديمقراطي والمؤتمر من أجل الجمهورية . ويبدو أن رسالة السيد حمادي الجبالي وصلت إلى المؤتمرين واضحة دون تشويش ، كل الخلافات و التباينات في تقييم مختلف المحطات التي مرت بها حركة النهضة يجب أن لا تُبعد البوصلة عن وجهتها الصحيحة أي الانتخابات المقبلة التي ستعطي للحركة شرعية حكم أقوى من الشرعية المؤقتة التي منحتها لها انتخابات 23 أكتوبر 2011. الحركة التي جاءت إلى الحكم بغبار السرية و الهجرة لا يمكن أن تفرط فيه بعد أن لامست معنى الحكم وإن بشرعية يمنحها نظام مؤقت للسلطات العمومية . هذا يجعلنا نفهم لماذا تمت الدعوة إلى مؤتمر استثنائي بعد سنتين ولماذا تم تأجيل فتح عدد من الملفات الداخلية لهذا المؤتمر. في كلمة المؤتمر التاسع لحركة النهضة الذي انعقد تحت شعار " مستقبلنا بين أيدينا" هو مؤتمر التمكن من الحكم .