أعلن عبد اللطيف المكي رئيس مؤتمر حركة النهضة خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم الثلاثاء في نزل بتونس العاصمة أنّ الحركة قد حدّتد مدّة الترشح لرئاستها بفترتين (8 سنوات) ابتداء من هذا المؤتمر. وأبرز المكي أن انتخاب رئاسة الحركة مباشرة من طرف المؤتمر وإعادة ترشيح راشد الغنوشي رئيسا للحركة على اعتباره مرجعا فكريا ، مبينا أنّه في هذه الفترة الانتقالية التي تمرّ بها البلاد من الأفضل أن تحافظ الحركة على قياداتها لعدم الإخلال بالتوازن. وفيما يتعلّق بالمكتب التنفيذي للحركة فقد أعلن المكي أنّه سيتمّ تحديده من طرف مجلس الشورى عن طريق لائحة تنفيذية سيقع تنفيذها ابتداء من اليوم الثلاثاء، مؤكّدا عدم وجود أيّ تصوّر حقيقي لهذا المكتب في الوقت الحالي. وفي نفس السياق، أكّد عبد اللطيف المكي أنّ حركة النهضة ستسعى لتشكيل مكتب تنفيذي من خارج أعضاء مجلس الشورى لها. أمّا فيما يتعلّق بمسألة تبني الحركة للنظام البرلماني في الحكومة وطريقة اعتمادها لانتخاب رئيس للحزب، أكّد المكي انّ الحركة تتمسك بالنظام البرلماني باعتبار البلاد محصنة ضدّه، قائلا: "ليست حركة النهضة من تقرر اختيار نظام البلاد وإنّما الشعب هو من سيقرر حيث ستتمّ مناقشة الموضوع في المجلس الوطني التأسيسي للتصويت عليه مع إمكانية اعتماد استفتاء شعبي لاختيار نظام للبلاد". إقصاء التجمعيين ولم تكن الفرصة لتمرّ دون معرفة موقف حركة النهضة من التجمعيين، خاصة وأنّها قد أكّدت على ذلك في بيانها الختامي للمؤتمر. وقد أكّد عبد اللطيف المكي أنّ الحركة لن تقترب من المفسدين ولن تتركهم يقتربون منها وأنّ كلّ من سيثبت انتماءه للتجمع المنحل ووقع ترشيحه في الحركة سيتمّ التراجع في ترشيحه. ومن جهة أخرى، أبرز المكي وجود مساع لإعادة تشكيل النظام السابق تحت مسميات أخرى، معتبرا ذلك ردّة على الثورة ويجب التصدّي لهم. كما أوضح المكي انه كلّ من لم يثبت عليه شيء من أتباع النظام البائد يجب مواجهتهم بالعمل السياسي والنقاش والدعاية. وشدّد المكي على معاقبة المشاركين في نظام بن علي لأنهم شاركوا في نظام استبدادي ودعموه وهو ما يعتبر جريمة سياسية لأنّ ما قام به بن علي لم يكن بمفرده حيث كان له من "يطبّل" له ومن يحدث القوانين ويطوّعها. ودعا المكي للعمل دون الحيلولة لعودة أزلام النظام البائد، وإلى أن تحمي البلاد نفسها حتى لا تعود هذه المجموعة بشكل آخر ولباس آخر بعد أن أزاحت الثورة التونسية رأس الفساد، خاصة وأنّ الشبكة التي عملت مع بن علي مازالت متواجدة ولهذا يجب القضاء عليها، وفق ما جاء على لسان عبد اللطيف المكي. وفي نفس السياق، اعتبر المكي مقارنة حركة النهضة بالتجمعيين مقارنة خاطئة وشكلية، موضحا أنّ النهضة في عهد بن علي لم تقصى من التجمعيين لأنّها أخطات في حق شعبها وإنما دافعت عن حقوق المواطنين.