من تونس الخضراء هلت البشائر... وساحة الحرية لها علينا مآثر البوعزيزي أشعل ثورة ... وقودها الفقر والطغيان والظلم الجائر أطفال درعا تُلْهِمُهُمْ فكرتها وتكتب على الجدران كلمات ببراءة قاصر "الشعب يريد إسقاط النظام" ولا تعلم بأن هذا في بلادها يعد من أكبر الكبائر أطفال صغار يُعتقلون ويُعذبون ... ومن أصابعهم الناعمة تُقلع الأظافر الأخبار تصل أهلهم ... بأن براعمهم في السجن يغتصبونهم ويفعلون بهم ما هو فاجر ضابط الأمن يُعْلِمُهم ... بأن أطفالهم لن ترى النور بعد اليوم مادام هذا النظام دائر فتنتفض الأهالي والأقارب والمدينة وأطرافها ... وكل القبائل والعشائر مظاهرات ... إعتقالات ... مفاوضات ... وساطات والحاكم يبشر بأن هذا الشيء عابر السلطان في "مجلس التصفيق" يُلقي كلمته والمتملقون يصفونه بالقائد العالمي دون مناظر يهيلون عليه المدح والتملق والتصفيق والثناء والنفاق ولكنه في قرارة نفسه حائر الحاكم يقهقه ويهدد ويرعد ويزبد ويوعد بأنه سيرد على كل المتربصين والضرائر يدعي بأنه واثق من سلطته, لأنها تختلف عن غيرها ... وهو بها يكابر *** تطير شرارة الثورة من درعا إلى أخواتها , ويزداد كل يوم عدد شبابها الثائر الجُمُعات لًهُنً أسماء جميلة منها الكرامة والعزة وآزادي والصمود والحرائر الأمن لا زال يوعد بأنه سيخمدها, ولكن لهيب الثورة كل يوم أكثر نائر قناصة ... قتلة ... مجرمين في كل مكان وفي حمص وإدلب وحماة والقامشلي مجازر إعدامات ... إنفجارات ... مفاوضات ... والحاكم من أجل كرسيه بمصير البلاد مغامر لا كهرباء ولا غاز ولا ماء إلا لصواعق التعذيب ولآليات القتل الغادر إختطافات ... مظاهرات مصطنعة وشبيحة تملأ الشوارع بدون ضمائر الليرة السورية تستغيث وتطلب النجدة, وإقتصاد البلاد لكل معين شاكر القتل والدمار والعنف بإستمرار, جعل أهل البلاد إلى الجوار مهاجر السلطة تدعي بأنها تريد الحوار... لكنها لا تجد أحدا لها محاور في الحقيقة هي تريد الحوار مع نفسها, أو مع من هو لها مساير هي لا تعترف بأن هنالك ثورة, وتصفها بأنها مجموعات إرهابية دون بصائر من أجل ان تلتف على مطالب الثورة زورت إنتخابات دستور مليء بالسخرية والمهاتر الحاكم يأمر بإنتخابات جديدة ولكنه ينسى , بأنه عن قريب هو مغادر عصابة تستهتر بشعبها وتريد أن تمزقه إلى طوائف وأقليات ومجموعات وكوادر تريد أن تحرضهم على بعضهم, لكي يروا فيها مُصْلِحَا ومنقذا للبلاد من كل الشرائر شباب سورية سيلقون بها على مزبلة التاريخ, ولن يكون فيهم النادم ولا الخاسر وسينسون كل ما فعلت بهم من إجرام, لأن التسامح والعفو عند المغفرة من شيم الأكابر سيذكرها التاريخ مع هولاكو وهتلر وموسيليني ومجرمين آخرين في المقابر *نائب ألماني سابق من أصل سوري