سجل تونس في الألعاب الأولمبية شمل 7 ميداليات أولمبية، حصل عليها رياضيو تونس في خمسة دورات مختلفة، وهي نتائج تعتبر قليلة بالنظر إلى عدد الرياضيين والإمكانيات التي كانت تسخرها الدولة لرياضييها، والمتتبع لمشوار تونس يجد أن نسور قرطاج غابوا عن منصة التتويج في خمس دورات متتالية، كانت ما بين عامي 1976 و1992. تونس، التي تطمح إلى تشريف ألعاب القوى الوطنية والعربية أحسن تشريف، ستكون كل الأنظار مصوبة إلى بطلها العالمي للسباحة، أسامة الملولي، صاحب ذهبية 1500 متر في أولمبياد "بكين 2008"، والذي من المتوقع أن يحقق ميدالية لتونس في أولمبياد "لندن 2012." ظهور أول مشرف: كان أول ظهور لرياضيي ألعاب القوى والرياضة التونسية بشكل عام مشرفاً، حيث توج العداء محمد القمودي بميدالية فضية في مسافة 10000 متر، تُعد هي الأولى التي تحققها تونس في تاريخ مشاركاتها الأولمبية، يضاف إليها ميدالية برونزية أخرى، فاز بها الملاكم لحبيب قلحية في وزن أقل من 63.5 كيلوغرام. مذاق الذهب: واصلت الرياضة التونسية بروزها في أولمبياد "مكسيكو 1968"، وهذه المرة كان التتويج بالمعدن النفيس، حيث أكد العداء محمد القمودي قوته لثاني مرة بعد التألق اللافت في دورة طوكيو السابقة، وتوج بميدالية ذهبية في مسافة 5000 متر، كما نال نفس العداء ميدالية أخرى في مسافة 10 آلاف متر، وكانت هذه المرة برونزية. الحفاظ على التتويج: واصل العداء محمد القمودي تألقه اللافت والبارز على المستوى الأولمبي، وهذه المرة وإن فقد الذهبية التي توج بها في مكسيكو، إلا أنه عاد إلى بلده بميدالية فضية في مسافة 5000 متر، جعلت تونس تحافظ على مشاركاتها وتتويجاتها العربية في المحافل الأولمبية. 24 سنة عجاف: اعتقد القائمون على الرياضة في تونس أن تألق محمد القمودي ستنجب "تونس الخضراء" العشرات منه لتواصل حمل المشعل، إلا أن الجفاف ضرب الرياضة التونسية عمراً طويلاً، بدليل غياب تونس على منصات التتويج لمدة 24 سنة كاملة، حيث غابت عن دورة "مونتريال 1976"، و"موسكو 1980"، و"لوس أنجلوس 1984"، و"سيؤول 1988"، وأخيراً "برشلونة 1992"، وقد ظهر أن الرياضة التونسية عاشت مرحلة ركود تام وعزوف كلي عن صعود منصة التتويج في مختلف الرياضات. برونزية الفرج: بعد هذه السنوات العجاف التي ضربت الرياضة التونسية، جاء الفرج ولو بميدالية برونزية توج بها الملاكم فتحي الميساوي في وزن أقل من 63.5 كيلوغرام، إلا أنها ميدالية بعثت الأمل وسط التونسيين، خاصةً بعد الصيام الطويل والابتعاد عن منصة التتويج، لذا فقد كان لظهور الميساوي ورفعه الراية التونسية في أتلانتا بادرة خير بالنسبة لتونس، لكن كما يقول المثل: "عادت ريمة إلى عادتها القديمة"، لتغيب تونس مرتين عن التتويج في "سيدني 2000"، و"أثينا 2004." القرش العربي وطموحات الثورة: بقيت تونس صائمة عن المعدن النفيس لمدة 40 سنة كاملة، حيث كان آخر تتويج لها سنة 1968، ليأتي السباح أو "القرش العربي"، مثلما أطلق عليه، أسامة الملولي، ويخترق ميادين السباحة بإحرازه للميدالية الذهبية في مسافة 1500 متر سباحة حرة، أعاد بها الأمل للتونسيين، وبعث وسط شباب الثورة الجديد رغبة في رفع راية العرب عالياً.