ما كنت تحسبني سأعيش اللحظة التاريخية المهزلة في ربيع بني صهيون ذلك المسمى زورا وبهتانا بالربيع العربي التي أعلنت عنه ذات يوم من تونس هيلاري كلينتون في مؤتمر الاعداء الحقيقيين للشعب العربي في سوريا العروبة وسوريا المقاومة التي استضافته حكومة النهضة العميلة وهي تقبل الصهيوني ماكاين بالأحضان وكأنها تقبل الحجر الأسود وتصافح أيادي هيلاري كلينتون الملطخة بالدم العربي وكأنها تصافح أيادي أحد أقربائها . فحكومة الناتو العميلة بتونس لم تكتف بالعداء المكشوف والسافر لشعبنا الأبي في سوريا والذي تمثل في الانصياع للسيد سام وخادمه القطري في طرد سفير سوريا وانجاز مؤتمر أعدائها بل أعلنت خدمتها للمشروع الصهيوأمريكوالتركي السلجوقي الطوراني على يد الانكشاري أردوغان وعراعيرقطر والسعودية من أعلى منابر المساجد فيعلن أنصارها ومريدوها الحقد المقدس على سوريا المقاومة قيادة وجيشا وشعبا ويثيرون الفتنة فيزجون بخيرة شبابنا في الحرب الكونية الشاملة القذرة ضد سوريا الممانعة باسم الجهاد المقدس ونسوا أو تناسوا أن بوصلة الجهاد المقدس كما يعرفها شعبنا العربي تاريخيا أبا عن جد عن حفيد والقادة الوطنيون في سوريا ولبنان وفلسطين هي فلسطين وبيت المقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. لحظة وصول عميد الأسرى العرب المناضل سمير القنطار الى تونس العربية وهو الذي قضى 30 سنة العمر المفترض لحركة النهضة كامتداد لحركة الاخوان المسلمين والتي قضاها وراء قضبان سجون الاحتلال الصهيوني تعرض خلالها لأبشع أنواع التعذيب والقمع والعزل والهرسلة كانت بكل ماتحمله الكلمة من معنى هي لحظة صدق صوفي ثوري مع المقاومة . كان قدوم سمير القنطار الى تونس يعني فيما يعنيه تكريم وتقدير شعبنا وقواه الوطنية لشخصه وما يمثله من خط المقاومة ضد المشروع الامبريالي الصهيوني الرجعي . وكانت لكلمته الصادقة وسط الجماهير الهادرة في قصر المؤتمرات بالعاصمة خير معبر عن التزامه بخط الممانعة والصمود في وجه المشروع التصفوي الطائفي التقسيمي لجسد الأمة العربية من طرف الناتو وأدواته في قطر والسعودية . كلمته كانت بمثابة رصاصة الرحمة الأخيرة التي أطلقها في وجه خطاب النهضة المعادي لمشروع الأمة في التحرر والوحدة والتقدم . لكن تأبى ******** الناتو أن يحولوا لحظة العز والصراحة والصدق التاريخي لفضح مؤامرة الناتو و الصهيونية في لحظة فرز وطني لمن يمثلون الخط الوطني المقاوم تحت أي عقيدة كانت وضعية أو سماوية مدنية أو دينية شريطة ايمانها بالمقاومة كخيار وحيد ضد الصهيونية والامبريالية والرجعية وشريطة أن تكون بوصلتها القدس الشريف ولا بوصلة غير فلسطين وأن تؤمن بأنه ما أفتك بالقوة لا يسترد بغير القوة , قلنا يأبى السلفيون الوهابيون التكفيريون المجندون من طرف النهضة وأنصارها ومريديها في بنزرت الا أن يحولوا لحظة العز تلك الى لحظة صهيونية حقيقية بمعنى لحظة يتمناها كل صهيوني حيث ترتفع الأيدي والسواعد المفتولة والسيوف للاعتداء على من يدافع على شرف الأمة في فلسطين وفي القدس . فما هو الفرق بين الصهيوني الجبان الذي ينتقم من كل شريف مخلص للقضية الفلسطينية ولتحرير الأقصى وبين كل سلفي وهابي تكفيري بدعم وتواطىء اخواني من حزب النهضة ضد من يمثل ذلك الخط الوطني . ********* *********** سترتعش أيادي الصهيونيين ومن والاهم الى يوم الدين بفعل سمير القنطار وإخوته من المقاومين و سيزلزلون بهم الأرض تحت أقدامهم . وبفعل هؤلاء الفرسان سنستعيد لحظة النصر التي تذوقنا طعمها في تموز 2006 وفي غزة 2008 بعيدا عن لغو التكفيريين والسلفيين وإسلام الاخوان المتخاذلين . وبإذن من الله عز وجل سيكون الاسلام المجاهد المحرر للعقول النير والعقلاني بمعنى الاسلام المحرض على استعمال العقل وعلى التدبر والنظر والداعي لاستعمال القياس والمنهج العلمي كالاستقراء والاستدلال والمؤمن بالمعاصرة وفق منهج تحديث الأصالة وتأصيل الحداثة لهو خير نبراس لهؤلاء المقاومين المؤمنين بالجهاد المقدس في فلسطين ولا جهاد إلا في فلسطين. *وحدوي مستقل وناشط نقابي وحقوقي* بتاريخ : 18 أوت- آب– 2011