على إثر الاعتداءات التي حدثت ليلة أول أمس بمناسبة فعاليات مهرجان الأقصى الذي نظمته الرابطة التونسية للتسامح بمشاركة جمعيات أخرى واستضافت فيه عميد الأسرى اللبنانيين ورمز المقاومة سمير القنطار بدار الشباب ببنزرت، عقدت أمس الرابطة التونسية للتسامح ندوة صحفية بنزل المشتل بالعاصمة بحضور رئيسها صلاح الدين المصري وأحمد الكحلاوي رئيس الهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية ومناهضة التطبيع وشكري الغربي أحد ضحايا الاعتداءات أو «غزوة بنزرت». صلاح الدين المصري رئيس الرابطة التونسية للتسامح نددّ بالاعتداءات التي طالت نشطاء مهرجان الأقصى وقال إن السنة الفارطة شهدت محاولة للاعتداء على مهرجان الأقصى ولكن هذه السنة وقعت البرمجة والتخطيط المبيّت والممنهج لاستهداف نشطاء المهرجان وخاصة عميد الأسرى سمير القنطار. وقال صلاح الدين المصري إن مجموعة متكونة من حوالي 300 تكفيري وأصرّ على وصفهم بالتكفيريين نزلوا من شاحنات في محيط دار الشاب ببنزرت حيث كان يتواجد 10 نشطاء يعدون معرضا للصور تجسم المقاومة العربية في مرحل تاريخية معينة وصورا للمسجد الأقصى ولمسجد قبّة الصخرة ولرموز المقاومة العربية وذلك قبل حوالي ساعة من موعد انطلاق فعاليات المهرجان. وأكد المصري إن المجموعة التكفيرية كانت تستهدف سمير القنطار في محاولة قتله لأنه أحرجهم عندما تكلم بكل جرأة ووضع النقاط على الحروف بالقول بأن شيوخ البترودولار آل سعود والقطريين هم المسؤولون عما يحدث من فتن وتمزق وإرهاب في المنطقة العربية وهؤلاء هم الذين يتآمرون على الثورات العربية لغاية الالتفاف عليها وتحويلها الى فتن داخلية باسم الدين خدمة لأجندا صهيونية ومصالح اليهود الصهاينة وأمريكا. وأضاف رئيس الرابطة التونسية للتسامح أن سمير القنطار كان جريئا وواضحا في توجيه أصابع الاتهام الى السعودية وقطر وتآمرهما لتدمير الوحدة العربية والمقاومة انطلاقا من لبنان الى الجزائر ثم العراق ثم السودان والآن سوريا والقادم أعظم. وأشار المصري الى أن سمير القنطار أحرج هؤلاء التكفيريين الممولين من هذه الجهات المتواطئة على القضية العربية سيما بعد دعوته للمقاومين في حركة «حماس» وقيادة غزة الى عدم بيع سوريا بدول الخليج. وذكّرهم بأن السلاح الذين استعملته المقاومة في غزة في حربها مع العدو هو سلاح سوريا وسلاح بشار الأسد الذي دعمهم بالمال والسلاح والرجال وهو ما أفقدهم الحجّة والمنطق ولذلك هاجموه وأرادوا قتله بحجة أنه عميل سوري ويدافع عن سوريا. وأضاف صلاح الدين المصري أن الاعتداء أسفر عن جرح ثلاثة نشطاء هم شكري الغربي المصاب في رأسه (بخمس غرز) الذي غادر المستشفى أمس وخالد بوجمعة وهو ناشط كان يدافع عن السلفيين في عهد بن علي اضافة الى ناشط آخر مازال يقبع الى حدود كتابة هذه الأسطر في العناية المركزة. وقال صلاح الدين المصري إن المجموعة التكفيرية كانت مدججة بالهراوات والسيوف والأسلحة البيضاء وعبوات غاز مشلّ للحركة حتى ليخيل اليك أنك في غزوة من الغزوات أو حرب وتساءل: هل يعقل أن يحدث هذا في شهر رمضان ومن مجموعات نصّبت نفسها متحدثة باسم الدين؟ وهل حماة الشريعة يخرجون فقط في غزوات لقتل المخالفين في الرأي لهم واستهداف رموز المقاومة ولا يخرجون لمساندة الإسلام المنكّل به والمسلمين المظلومين في هذه الأمة؟؟ وأضاف صلاح المصري أن مشكلة هؤلاء الحقيقية ليست مع سمير القنطار أو مع الرابطة التونسية للتسامح بل هم أعداء للمقاومة العربية ورموزها وأدوات في يد الصهيونية التي تدعمهم بالمال وتحشو رؤوسهم بأفكار لا أساس لها من الصحة. وأشار رئيس الرابطة الى أنه تمّ فتح ملف قضائي وتحقيق في هذا العمل الاجرامي الذي أصبح خطرا يحدق بالبلاد وأنه لا بدّ من التصدي له مؤكدا أن اعتداءات بنزرت حدثت لعدم قيام الأمن بدوره في تأمين سير المهرجان على عكس ما قامت به مصالح وزارة الداخلية في تأمين فعاليات المهرجان بقصر المؤتمرات بالعاصمة ولذلك لم تقع اعتداءات. وأكد المصري أنه تم القبض أمس على 6 أفراد من العصابة التكفيرية وإصدار بطاقات ايداع بالسجن في 50 عنصرا، مشيرا الى أن تهمة هؤلاء التكفيريين يجب أن تندرج في جنح التخطيط للقتل وتكوين عصابة. وطالب المصري السلطات المسؤولة باخراج ملف التكفيريين من كل جدل انتخابي أو سياسي لأن التكفيريين هم الخطر الحقيقي على تونس وليسوا ورقة انتخابية لذلك يجب اخراجهم من المنافسة السياسية ووصفهم بأنهم تهديد لحركة «النهضة» قبل غيرها لأن التكفيريين قد ينقلبون على حركة «النهضة». وطالب أيضا المعارضة بمساندة خصمها في التخلص من التكفيريين لأنها قضية تهم كل التونسيين والوطن بأكمله. وقال المصري أنه لا يجب التعامل مع الظاهرة بأنها عنف عادي لأن العنف التكفيري هو عنف دولي مُمنهج وعنف استراتيجي في كامل المنطقة العربية. هذا وكذب صلاح الدين المصري خبر الاعتداء المادي على سمير القنطار وأكد أنه لم يتعرض الى اعتداء مادي، بل اعتداء لفظي ولم يهرب من باب دار الشباب الخلفي كما يُروّج له، اضافة الى أن الحادث وقع قبل حوالي الساعة من بداية الفعاليات واتهم رئيس الرابطة التونسية للتسامح صحيفة الكترونية تابعة لأحد الأحزاب الحاكمة بالتحريض على الرابطة مؤكدا أن التحريض على الرابطة بدأ منذ 26 أوت 2011 عندما أصدرت بيانا لتجريم التطبيع مع الصهيونية وأضاف أن التكفيريين لن يتركوا الرابطة لأنها تقاوم التطبيع والصهيونية. أحمد الدخلاوي، رئيس الهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية ومناهضة التطبيع أدان من جهته الاعتداء وقال ان سمير القنطار يستحق أن يوضع تاجا على رؤوسنا لأنه رمز كفاحي ونضالي وقامة لا تضاهيها قامة أخرى ومسيرته المكافحة يعرفها الجميع وأضاف أن هؤلاء التكفيريين الممولين بأموال وإملاءات صهيونية خليجية لا يستهدفون القنطار، بل الأرض والعرض وكل الشرف العربي وزرع الفتنة والتشرذم. وأشار أحمد الكحلاوي أن الهيئة وكذلك الرابطة التونسية للتسامح ستبدأ حملات لطرد الصهاينة من تونس وطرد منظماتها كمنظمة الحفاظ على التراث اليهودي وعديد الجمعيات الأخرى وعددها 6 ومنها التي أرسلت فنانين تونسيين للغناء في ايلات الاسرائيلية. وأكد أن المقاومة مستمرة في دحض مشروع الصهيونية في بث الفتنة بالمنطقة العربية وطالب المجتمع المدني والشعب التونسي بالتصدي للمشاريع الصهيونية في تونس وحذر من انزلاق تونس الى حرب طائفية أو أهلية بسبب هذه الصراعات