قال الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية التونسية، ان قطر طردت صخر الماطري صهر الرئيس السابق زين العابدين بن علي الذي فر الى الدوحة عقب الثورة التي اطاحت بالنظام السابق العام الماضي.واصبحت قطر اول بلد يطرد مسؤولا تونسيا سابقا مطلوبا للعدالة عقب الثورة. وفشلت تونس حتى الان في استعادة اي مسؤول سابق من الدول التي تؤويهم. وتواجه الحكومة ضغوطا شعبية لفشلها في استعادة رموز النظام السابق الفارين الى عدة بلدان. وقال بيان لرئاسة الجمهورية: «استجابة لطلب رئيس الجمهورية اصدر امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني امرا بطرد صخر الماطري عن الاراضي القطرية». لكن ليس هناك اي اشارة الى ان قطر تعتزم تسليم الماطري الى تونس. واصدرت محاكم تونسية عدة احكام غيابية بالسجن بحق الماطري بتهم الفساد المالي. من ناحية ثانية، اكد الرئيس التونسي منصف المرزوقي، ان بلاده «لا تندفع في اتجاه الافراط في الاسلمة»، قائلا انه «مصدوم» و«مجروح» ازاء الصورة التي تنتشر عن بلاده في فرنسا، وذلك في مقابلة نشرها الموقع الالكتروني لصحيفة لوفيغارو الاحد. وقال المرزوقي ان «الوضع صعب، معقد (...) لكن تونس لا تندفع في اتجاه الافراط في الاسلمة. ادعاء ذلك ضرب من الخيال»، في وقت تتزايد الحوادث المرتبطة بالحركة السلفية في تونس منذ اشهر. واضاف: «احب فرنسا، لكنني حزين، مصدوم، مجروح، ساخط ازاء الصورة المعطاة فيها لتونس، وكأنها بلد يندفع باتجاه الاسلام السياسي، على شفير التحول الى السلفية». وتابع «اصغر حادث ليس له اي اثر على المجتمع التونسي، يتم تضخيمه، مثل هذا الهجوم المؤسف على مسؤول محلي فرنسي الذي اثار ضوضاء اعلامية. لا اريد القول انه ليس عملا مدانا، لكن هناك ملايين السياح في تونس ولا يتعرضون ابدا لاعتداءات». وكان مسؤول محلي فرنسي اشتراكي تقدم بشكوى اثر تعرضه لاعتداء عنيف منتصف اغسطس في بنزرت شمال تونس على يد سلفيين لدى تمضيته عطلته مع عائلته. وتقدمت تونس باعتذار من المسؤول الفرنسي ويدعى جمال غربي. وقال المرزوقي ان «هذه الحوادث بلا اهمية لجهة قدرتها على تحويل المجتمع التونسي، لكنها للاسف بالغة الاهمية لجهة قدرتها على الاضرار بصورة تونس». وردا على سؤال في شأن «النزعة السلطوية» لحزب النهضة الاسلامي الذي يسيطر على الحكومة والمجلس التأسيسي في تونس، تحدث المرزوقي العضو في حزب حليف للاسلاميين عن «محاولة» و«اغراء» ب«السيطرة على عدد من مفاصل الدولة». لكن «حالما نحذرهم، يقومون بالتراجع» بحسب المرزوقي. واضاف الرئيس التونسي ان «مشروع مجتمع تعددي، متسامح، حيث المرأة تساوي الرجل، مجتمع منفتح على العالم وفي الوقت نفسه متمسك بجذوره، (هذا المشروع) ليس موضع تشكيك من النهضة لكن من جناحه اليميني المتطرف، وهي اقلية صغيرة في البلاد، اي السلفيون. هذا المشروع يتعرض ايضا لهجوم قلة قليلة من اقصى اليسار الذين يريدون اعادتنا الى الثورة الثقافية». وأكد ان «الحريات لم تكن يوما محمية في هذا البلد كما هي حاليا».